روى المهتم بتاريخ مدينة جُدة خالد صلاح أبو الجدائل دور الفتيات ومعاونتهن لوالداتهن في إعداد وجبات الإفطار والسحور طوال شهر رمضان المبارك، قبل 50 عامًا.
وقال "أبو الجدائل": إن شهر رمضان يعتبر فرصة لتدريبهن على أعمال إعداد الوجبات الغذائية، وتجهيزهن ليصبحن ربات بيوت في المستقبل.
وأضاف بقوله: كانت ربة المنزل في الماضي تهتم كثيرًا بهذا الجانب وتفتخر ببناتها وتمكّنهن من القيام بشؤون المنزل على أكمل وجه، حتى إنها تشير أمام ضيوفها من السيدات إلى أن لف السنبوسك كان من عمل فلانة، والبف من إعداد فلانة، والحلا قامت بتجهيزه فلانة، وتبخير الفول من فلانة، وهكذا.
وأشار إلى أن أولى خطوات التدريب على إعداد الوجبات تبدأ قبل رمضان بأيام، فبعد شراء البهارات والأبازير يتم نخلها وتنقيتها من الشوائب، ومن ثم غسلها وتجفيفها، ثم تبدأ مرحلة وضع كميات من مجمع محدد النسب من تلك الأبازبر في صرر من القماش "الشاش الخفيف" بحيث يكفي عدد الصرر مدة الشهر الفضيل.
وتابع بقوله: كانت الفتيات يقمن بعملية ترفيع أثاث البيت أيضًا كنوع من تقليل عمليات التنظيف والمسح والكنس طوال شهر رمضان، وكانت بعض الأسر تقوم إما بتنجيد مفروشات المنزل "طراريح، مخدات، مدافع "تكايات" مساند وطواويل" أو شراء حديث لفرشه ليلة العيد.
وبين أبو الجدايل أن ربة المنزل كانت توزع أعمال البيت على بناتها؛ فهناك من تكون يومًا مسؤولة على عمليات تنظيف البيت، وفي اليوم التالي تساعدها في أعمال غسل وتنشير الملابس "تجفيفها على حبل الغسيل" وكيّ الملابس وتستيفها "ترتيبها في الدولاب"، في حين تقوم أختها الأخرى بأعمال تنظيف البيتـ وأيام تخصص للفتيات في دخول المطبخ تجد إحداهن تقوم بلف السمبوسك، والأخرى تقوم بالقلي، والثانية تعصر الطماطم بالعصارة اليدوية، وأخرى تجهز الزبادي والصحون والصواني لوضع أنواع الحلى التي تم إعدادهاـ وتحدد كل يوم من تقوم بتجهيز السفرة وماء الشرب وتبخير الكاسات ووضع التمر.
وما أن يأتي وقت الإفطار إلا تجد سفرة الإفطار تم تجهيزها استعدادًا لسماع أذان المغرب والاجتماع عليها بعد اداء فريضة صلاة المغرب.
وواصل: كانت السفرة لها ترتيب في الجلوس؛ فالأبناء بجوار والدهم، والبنات بجوار والدتهن، ويكون الأب والأم إما متقابلين أو متجاورين، وبينهم أصغر الأبناء، وما ينطبق على إعداد وتجهيز وجبة الإفطار ينطبق على وجبة السحور التي كان المؤقت الرئيس لموعدها هو مدفع السحور، كان سحور أهل جُدة أغلب أيام الشهر الفضيل السمك بأنواعه المختلفة؛ أبرزها السيجان والناجل والشعور الذي يتم تبزيره ثم قليه بزيت السمسم، مع إعداد أرز الصيادية أو الأرز الأبيض والسلطات المساندة.