أحكام الإعدام.. أربع رسائل لمن يعنيه الأمر!

أحكام الإعدام.. أربع رسائل لمن يعنيه الأمر!

أحكام الإعدام التي نفّذتها البلاد، صباح السبت 22 ربيع الأول 1437هـ, في حق 47 من المحكومين, كانت مفاجئة لكثير من المتابعين داخل البلاد وخارجها؛ إذ كان الظن الغالب أن يتم تأجيل التنفيذ إلى أبعد زمن ممكن, أو العفو عن بعض الشخصيات؛ لا سيما القيادية!

ولكن جاء تنفيذ الأحكام على بعض المحكومين في وقت واحد تقريباً, في صورة لم تكن متوقعة بأي حال من الأحوال من قِبَل التنظيمات المسلحة, التي ينتمي إليها غالب المحكومين, أو إيران التي ينتمي لها بعض الشخصيات انتماء الولاء والنصرة.

فما هي الرسائل التي حرصت القيادة السعودية على أن تصل لجميع مَن يعنيهم الأمر في الداخل أو الخارج؟

أول هذه الرسائل أنه لا مكان داخل الدولة السعودية لأي انتماء أو ولاء عابر للحدود القطرية؛ وهو ما يعني أنه لا تهاون مع الذين ينتمون فكراً وولاء ونصرة لولي الفقيه, ولا مكان لدويلة طائفية في المملكة العربية السعودية، ولا أنموذج جديد لـ"حزب الله" في السعودية؛ سواء بنسخته الحالية العسكرية, أو نسخة أخرى ذات مظهر سياسي وديني ومخالب قادرة على هز الاستقرار في الدولة.

فهذا المرجع الشيعي "نمر النمر" سبق وأعلن ولاءه المطلق لإيران في خطب جمعة بالمنطقة الشرقية وقال ما نصه: "نحن مع إيران قلباً وقالباً، بكل ما نتمكن من قدرات؛ سواء إعلام أو مال، وهذا ليس دفاعاً عن إيران كدولة؛ بل دفاعاً عن قيم السماء؛ دفاعاً عن الحق، ولا نخشى أحداً"، وغير ذلك من جرائمه وتحريضاته المشهورة!!

ثاني هذه الرسائل, أنه لا مجال للضغط على الدولة السعودية, داخلياً أو خارجياً, ولا مجال لامتيازات تعلو المواطنة لفريق أو طائفة, وهو ما سعَت بعض الشخصيات للحصول عليه؛ فـ"نمر النمر" سبق أن تَقَدّم بعريضة مَطالب للسلطات السعودية, وحذّر -في حال رفضها- من "مصادمات", واعتبر أنه من حقهم الاستفادة من أي قوة خارجية؛ بما فيها إيران!!

فهذا التصريح الأخير يقودنا إلى أهداف تحركات "نمر", وما قد يتبعه من تحركات أخرى في المملكة؛ تهدف إلى الضغط على قيادة البلاد للحصول على مكاسب طائفية, والسماح بالتغلغل والنفوذ الإيراني داخل البلاد بدعوى الدفاع عن "حقوق المضطهدين", وليكون هذا الفريق هو الطابور الخامس وقنطرة العبور الإيرانية الفارسية إلى أحشاء الدولة ومفاصلها.

ثالث هذه الرسائل, قطْع الأطماع في أن تكون السعودية فناء خلفياً للحركات المسلحة, التي تسعى للتوطن في البلاد, وهز استقرارها, وقد عُرِف عن قيادة البلاد الحزم في مواجهة هذه الحركات, التي ترفع شعارات براقة خلابة؛ فيما تتجه ممارساتها اتجاهاً آخر.

فالإعدام الذي نُفّذ على أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة, رسالة واضحة وحازمة من قِبَل القيادة السعودية, أنه لا مجال للتفاوض أو المهادنة مع هذه الجماعات الضالة, وأن مواجهتها ستكون بالقوة اللازمة التي تمنع توطنها أو إنفاذ مشروعها في البلاد.

والرسالة الرابعة والأهم من بين هذه الرسائل؛ أن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من يحاول العبث بحاضرها أو مستقبلها أو يغيّر من منهجها وتوجهها, وأنها ستتخذ كل الإجراءات في هذا السبيل, وأن مَن يُراهن على غير ذلك عليه أن يراجع رهاناته فهي فاشلة.

مضمون الرسالة: أيها المغامرون!! انتبهوا فالأيام القادمة حبلى بمفاجآت غير سارّة!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org