أزمة الأسعار العالمية تضرب والسعودية تواجه.. كيف استشعرت القيادة الحكيمة هموم المواطنين؟

حزمة قرارات و20 مليار ريال راعت الفئات الأشد حاجة إلى الدعم
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-

يعيش العالم بأسره على وقع أزمات اقتصادية وغذائية لم نر لها مثيلاً في العقود الأخيرة، حيث تشهد آفاق الاقتصاد العالمي انتكاسة، وعدم قدرة على تلبية الطلب، وقلة المعروض؛ من جراء الحرب الروسية الأوكرانية، التي سحقت كل بشائر الانتعاشة الاقتصادية ما بعد جائحة كورونا.

تلك الأزمات التي ألقت بظلالها على العالم استدعت من الدولة السعودية التدخل المباشر بحزمة قرارات؛ لحماية الفئات الأكثر تضررًا من المواطنين والمواطنات، واستشعارًا من القيادة الحكيمة لهموم المواطن، ولاسيما قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك.

وجاء تخصيص مبلغ 20 مليار ريال؛ لمواجهة تداعيات تلك الأزمات، والآثار المُترتبة على ارتفاعات الأسعار العالمية، وذلك انطلاقًا من حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، بأبنائه من المواطنين والمواطنات، وبناءً على ما رفعه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وراعت القيادة في قراراتها الفئات الأشد الحاجة، فجاء الدعم موجهًا للأسر المستحقة في الضمان الاجتماعي، وحساب المواطن، كما أعادت الحكومة فتح التقديم على برنامج حساب المواطن؛ للاستفادة من مبالغ الدعم المباشرة، ما يُسهم في تخفيف حدة التأثر بتداعيات أزمة ارتفاع السلع والأسعار العالمية. كما راعت قرارات الدعم الحكومي صغار مُربي الماشية لمساعدتهم على مواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف.

تخصيص 10 مليارات لزيادة المخزون الإستراتيجي

من بين القرارات التي اتخذتها الحكومة، جاء تخصيص مبلغ 10 مليارات ريال لزيادة المخزونات الإستراتيجية للمواد الأساسية؛ للتعامل مع ارتفاع الأسعار عالميًا، مما يعكس استشراف القيادة لأبعاد الأزمة الحالية، ما يجعل من هذه الخطوة عامل استقرار في ظل الاحتمالات القائمة باستمرارية الأزمة على المستوى المنظور.

فقد أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ودفعت بأسعار الغذاء والوقود والأسمدة إلى مستويات قياسية. ووصل مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغير في الأسعار الدولية لسلعة من السلع الغذائية الأساسية، إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في شهر فبراير 2022، وقفز إلى مستوى قياسي جديد في مارس. وكان ارتفاع مؤشر أسعار السلع الغذائية (بنسبة 12.6% بين فبراير ومارس الماضيين) هو ثاني أعلى مستوى له في التاريخ منذ بدء العمل به في 1990.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، يعود هذا الارتفاع في المؤشر إلى الزيادة الكبيرة في أسعار الحبوب والزيوت النباتية بسبب تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على سلاسل التوريد. وتُعد روسيا وأوكرانيا من أكبر الدول المُصدَرِة للحبوب مثل القَمح والذرة والزيوت النباتية مثل زيت عباد الشمس. كما تُعد روسيا أحد أهم مُصدري الأسمدة عالميًا.

وجاءت استجابة المملكة متوافقة مع الرؤى الخبيرة التي حذرت من استمرار أزمة الأسعار العالمية للسلع الغذائية والإستراتيجية خلال الفترة القادمة، فقد حذر تقرير مشترك لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من تفاقم أزمة الغذاء على نطاق واسع؛ بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

وأشار التقرير إلى أن الحرب فاقمت الارتفاع المطرد بالفعل في أسعار المواد الغذائية والطاقة في جميع أنحاء العالم؛ بما يؤثر على الاستقرار الاقتصادي في جميع المناطق، متوقعًا أن تكون الآثار حادة تحديدًا في المناطق حيث يترافق عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع الأسعار مع انخفاض إنتاج الغذاء بسبب الصدمات المناخية مثل حالات الجفاف المتكررة أو الفيضانات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org