أكثر من 80 عامًا من التعاون الاستراتيجي المثمر.. "بايدن" يحط الرحال في الرياض دون غيرها

مواجهة الإرهاب والتطرف وتعزيز السلم العالمي على أجندة المباحثات
أكثر من 80 عامًا من التعاون الاستراتيجي المثمر.. "بايدن" يحط الرحال في الرياض دون غيرها

تعود العلاقات السعودية-الأمريكية إلى حقبة الحرب العالمية الثانية؛ إذ أمدت المملكة العربية السعودية جيوش الحلفاء بالنفط خلال المعارك التي خاضتها ضد النازية الهتلرية، وأسهمت هذه الإمدادات في تحقيق النصر على جيوش النازية التي أرهبت أوروبا والعالم.

لم يكن هذا التعاون مرحليًّا أو استثنائيًّا، بل أسس لشراكة استراتيجية طويلة الأمد، مستمرة حتى اليوم، ولاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف. وقد وضع اللبنة الأولى في بنائها الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- والرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت، خلال لقاء تاريخي، جمعهما عام 1945 على متن بارجة أمريكية في قناة السويس.

ومنذ ذلك التاريخ أسهم التعاون السعودي-الأمريكي، السياسي والعسكري والاقتصادي، في دحر الإرهاب في مناطق عدة حول العالم، لعل من أبرزها حرب الخليج الثانية، التي كان للمملكة العربية السعودية دور مهم فيها لتحرير الكويت من قبضة صدام حسين بعد عملية عاصفة الصحراء عام 1991.

وفي عام 2003 كان للمملكة إنجازات مهمة في الكشف عن العديد من الشبكات الإرهابية التي نفذت هجمات دموية، استهدفت المدنيين في الشرق الأوسط والدول الغربية وغيرها من دول العالم.

وتؤكد الولايات المتحدة الأمريكية أهمية وحيوية الدور السعودي في التصدي للإرهاب ومحاربته. وفي هذا السياق أكدت لجنة الأمن القومي في الكونغرس، خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فاعلية دور السعودية في حماية العالم من العمليات الإرهابية، وذلك عبر التعاون الوثيق، العسكري والاستخباراتي، المستمر بين البلدَين.

وكذلك من خلال التوصل إلى تفاهم تام بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حول محورية الدور العسكري السعودي في عمليات حساسة عدة في المنطقة، أبرزها تشكيل تحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، والتصدي لمحاولات تنظيم القاعدة في اليمن التمدد نحو الشرق الأوسط.

ومن أبرز أوجه التعاون بين الدولتين التصدي للتمدد الإيراني في بعض دول الشرق الأوسط واليمن، من خلال العمليات العسكرية التي تقودها الرياض ضد ميليشيات الحوثي (التهديد الأخطر للملاحة البحرية في الخليج العربي)، ومواجهة الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران في كل من اليمن وسوريا ولبنان، إضافة إلى العراق، والحيلولة دون توغلها في الحياة السياسية لتلك البلدان.

واليوم تأتي زيارة الرئيس جو بايدن المرتقبة إلى الرياض، التي تأتي تلبية لدعوى خادم الحرمين الشريفين استكمالاً لهذا المسار التاريخي من العلاقات الاستراتيجية التي جمعت البلدين على مدى أكثر من ثمانين عامًا، في ظل تحديات أمنية واقتصادية كبيرة. ومن المنتظر أن يضع اللقاء المزمع عقده بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس بايدن رؤية مشتركة لتعزيز الأمن والسلم الدوليَّين، من خلال الاستمرار في عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org