

ساعة واحدة فقط مساء أمس الأربعاء، كافية "مجدداً" لكشف بنية الرياض التحتية، فالسحابة السوداء "غامرة" التي حملتها سماء العاصمة، وانهمرت مطراً غزيراً على أحياء وشوارع تحوي كلَّ مقومات الأمن والسلامة المرورية، إلا المطر كشف المستور.
هطلت أمطار الأمس، وهطل معها تخوف السكان، لعدم ثقتهم بما تكتنزه مدينتهم من أنابيب تصريف أمطار، لتستنفر على إثرها آليات الدفاع المدني والمرور، وتظهر مرة أخرى القوارب المائية في "بحر الرياض"، وأجبرت الإدارة العامة للمرور على تحويل حركة عدد من الطرق، نتيجة تجمع مياه الأمطار.
بعد لحظات من وصول أول تباشير المطر ارتفع منسوب الماء في نفق العليا عند تقاطعه مع الدائري الشمالي باتجاه الجنوب، ليبدأ مسلسل الغرق في نفق أُم الحمام عند ربطه مع طريق مكة جنوباً، ونفق آخر وجديد وهو طريق أبي بكر الصديق مع طريق الإمام "ابن سعود" غرباً، ثم طريق عثمان جنوباً قبل التحامه مع الدائري الشمالي.
كما غرقت أنفاق ومخارج 7، و8 شمالاً، و2، و34 غرباً، إضافة إلى مداخل ومواقف جامعة الإمام محمد بن سعود، والشوارع الداخلية لأحياء إشبيليا واليرموك والقادسية، والنسيم، والمنار، وحي السلام، والملز.
وفي كل موسم ممطر يبقى طريق الملك فهد الذي يمتد من الصحافة شمالاً حتى الدائري الجنوبي صامداً أمام الماء، رغم وجود أنفاق كثيرة، إلا أنَّ تصميمها وفتحات التصريف لم تتأثر طوال 26 عاماً، ولم تسجل أي حادثة غرق للمركبات، وهو ما يدعو للتساؤل، أين يكمن السبب، هل بالمسؤول الحكومي أم المقاول، أم الآلات والمعدات، أم بكميات الأمطار؟