أكد أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل أن من أجلّ النعم "الأمن والأمان والاستقرار"، محذراً من خطر الإسراف والتبذير و"ثقافة الاستهلاك".
وقال في جلسته الأسبوعية بعنوان "ثقافة الاستهلاك في المجتمع السعودي": "أعظم من ذلك نعمة الدين والثبات عليها والعناية بها والتفقه فيها وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
وأضاف: "هناك سفهاء تجاوزوا الحد بالإسراف والتبذير وأساءوا للمجتمع السعودي المسلم بهذه التصرفات الفردية".
وأردف: "الاستهلاك الترفي أضحى حالة مرضية تعاني منها المجتمعات وبدأت في الانتقال إلى ذوي الدخل المحدود ، غير مدركين لحجم مخاطره".
وتابع: "المجتمع أصبح بحاجة إلى ثقافة استهلاكية تساعد أفراده على التوازن في الصرف والاستهلاك ، ليضمن لهم حياة خالية من الأزمات المادية ، لتنعكس هذه الثقافة بشكلها الإيجابي على مداخيل المستهلكين من خلال خلق حالة من التوفير تسهم في تلبية احتياجات أخرى".
وقال أمير القصيم: "ما يعيشه المجتمع اليوم من استهلاك زائد أو غير مدروس للكثير من السلع ، مما أثر على الاقتصاد والسلوكيات الفردية ، والذي لن تقتصر أضراره على المجتمع الحالي ، بل ستمتد للأجيال القادمة التي تجد نفسها تمارس تلك السلوكيات بالقدوة ، نتيجة اعتيادها عليه إذ أنه أصبح جزءاً من سلوك المجتمع".
وأضاف: "نحذر من الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب ، خشية أن تلحق بنا جميعاً عقوبة الله وما يندى له الجبين ، ويتفطر له القلب ألماً وحسرة، ونرى ما يحدث من مظاهر الإسراف والتبذير في مناسباتنا ، من تجاوز الحد في الإنفاق والبذخ بالموائد والأطعمة".
وأردف: "لنتأمل ما كان عليه أباءنا وأجدادنا فيه من ضيق العيش وقلة ذات اليد ، ولنتفكر في أحوال من حولنا من الدول والشعوب ، ممن مسهم الجوع والظمأ ، وما هم فيه من حصار وحروب ودمار".
من ناحيته، قال مدير عام جمعية البر الخيرية ببريدة الدكتور محمد الثويني: "الإحصائيات المذكورة تكشف أن الانفاق على الطعام من المجتمع السعودي يقدر بـ50 مليار ريال سنوياً".
وأضاف: "ما جلبته الجمعية خلال شهر شوال وذي القعدة وذي الحجة العام الماضي من قاعات الأفراح من كمية موائد الطعام الزائدة يقدر بـ58.997 كجم من الأرز و11.211 كجم من اللحم".
وأردف: "قامت الجمعية بتوزيعها على المستحقين لها من مستفيدي الجمعية ، كما أنها استقبلت في شهر محرم ٨٣٧٤ كجم من الأرز و ١٢٨٠ كجم من اللحم ، وفي شهر صفر استقبلت ٧٦٠٢ كجم من الأرز و٤٣٥ كجم من اللحم".
وتابع: "من الآثار السلبية للإسراف والتبذير تحريك دواعي الشر والأثم عند الفقراء لمجارة الأغنياء المترفين ، وإثارة أحقاد الفقراء والمحتاجين".
وشارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم وتعليقاتهم ، التي دارت حول ثقافة الاستهلاك في المجتمع السعودي.