وسط أجواء احتفالية اختلطت بها مشاعر الفرح والسرور، وفاح فيها عطر الزهور، استقبل الوطن أبناء وبنات الوطن أعضاء فريق المنتخب السعودي للعلوم والهندسة المشارك في معرض آيسف 2022 في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، مساء أمس، حيث عبّر عدد من أولياء أمور الطالبات الفائزات عن فرحتهم وفخرهم بهذا الإنجاز العلمي الذي يسجل للمملكة العربية السعودية في المحافل الدولية.
وعبّر أولياء الأمور عن مشاعرهم الجياشة في استقبال الفائزين والفائزات بدموع الفرح، التي تؤكد أن هذه الإنجازات العلمية لم تأتِ من فراغ بل من جهد آباء وأمهات سهروا الليل لكي يأتي أبناؤهم وبناتهم بهذه الإنجازات للوطن .
وحققت الطالبة ماريا الغامدي جائزتين في مجال الكيمياء، حيث ذكرت في لقاء لوكالة الأنباء السعودية أن ما شجعها على خوض هذه التجربة هي الإنجازات التي حققها زملاؤها وزميلاتها من الذين شاركوا في الأعوام السابقة، وقالت: "بدأت بالسعي والاجتهاد رغم لحظات الخوف، إلا أنها تُوجت بالفرح والفخر والاعتزاز حيث حققت المركز الرابع بأفضل مشروع في مجال الكيمياء، عن مشروعها النوعي "تحسين أداء التحفيز الكهروضوئي لـWO3 المزين بثاني أكسيد الكربون باستخدام الترسيب الكهربائي لتقسيم الماء".
وأكدت الغامدي أن المملكة كانت من أكثر الدول التي دعمت طلابها دعم نفسيًا وماديًا وعلميًا، وقالت: إن أعظم لحظة حظيت بها هي عندما رفعت علم المملكة أمام العالم".
من جانبها، ذكرت والدة ماريا أنها كانت حريصة على دعم ابنتها في كل خطوة لتواصل شغفها في الابتكار والاكتشاف والبحث العملي.
وفي الإطار نفسه، أوعزت إيلاف بن معيقل الحاصلة على المركز الثالث بالمعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف 2022 في مجال علم المواد عن مشروعها النوعيّ "تعزيز أداء فصل الماء الكهروضوئي لمحفز Cu2O-CuO ذي السماكة المنخفضة" سبب نجاحها وتميزها إلى الاجتهاد والعمل الجاد على المشاريع، معبرة عن فخرها واعتزازها بتمثيل المملكة كونها عضوًا في المنتخب .
وأوضحت والدة بن معيقل أنها دعمت ابنتها منذ الصغر، وهيأت لها بيئة مناسبة منذ أن لاحظت فيها الشغف للعلم والموهبة والابتكار .
من جانبها، كشفت الطالبة تالة حسين طلال بخش من إدارة تعليم جدة أنها حصلت على جائزة برودكوم ماسترز الدولية BCMI لطلاب المرحلة المتوسطة، حيث كانت المشاركة السعودية في البرنامج المقام بالتزامن مع معرض الآيسف 2022 بمشاركة 20 طالبًا من المرحلة المتوسطة من 15 دولة مختلفة، وكان مشروعها في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية يتناول تصميم تطبيق إلكتروني للتوعية بالصحة النفسية للمراهقين .
وذكرت بخش أن بداية الفكرة كانت خلال جائحة كورونا حول ماهية مشاعر المراهقين أثناء الحجر، فشاركت في (إبداع) الأولمبياد الوطني للبحث العلمي العام الماضي باستبيان حول مشاعر المراهقين وصحتهم النفسية أثناء الجائحة، مستنتجة من خلال الإجابات أن استخدامهم للتقنية زاد خلال الجائحة ولكن القليل من الدراسات تناولت احتياجات المراهقين فيما يتعلق بوجود تطبيقات تقنية توعوية بالصحة النفسية، ومن هنا جاءت مشاركتها في مسابقة إبداع لهذا العام بتطوير مشروعها السابق وتصميم نموذج لتطبيق إلكتروني يحتوي على جزء قائم على الذكاء الاصطناعي وفق احتياجات ورغبات المراهقين للإسهام في التوعية بصحتهم النفسية.
وختمت بخش حديثها بالطموح لتطوير التطبيق ليتناسب مع احتياجات المراهقين والمحافظة على استقرار صحتهم النفسية، وإجراء المزيد من الدراسات المرتبطة بهذا المجال.
وأشارت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز والدة تالة أمجاد طارق أن دور الأسرة يبدأ أولاً في ملاحظة مهارات ومواهب ابنائهم منذ سن مبكرة وتشجيعهم عليها من خلال الدورات التدريبية والأخذ بيدهم للمحاولة والتجربة في مختلف المجالات لاستكشاف شغفهم وموهبتهم.
وشددت على أهمية دعمهم للتقديم على المسابقات والبرامج والفرص التي وفرتها الدولة والقيادة الرشيدة في مجالات متنوعة، وخاصة تلك المتمثلة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) حيث يجد كل طالب مبدع مجالا يتناسب مع قدراته.
من جانبها، ذكرت مودة عمر الحاصلة على المركز الثالث عالمياً بالمعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف2022) في مجال العلوم الاجتماعية والسلوك لـ"واس" أنها سعيدة جداً بحصولها على الجائزة عن مشروعها "تطبيق جديد في استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لتشخيص جرعات الأدوية" وتشجع كل الطلاب والطالبات للمشاركة في المسابقات الدولية خاصة أنهم سوف يحظون بدعم كبير من الإدارات التعليمية في مختلف مناطق المملكة ومن مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" .
وعبّر حسين بخش والد الطالبة عن شكره لكل من أسهم بهذا الإنجاز الوطني ولكل من ساعد ونظم هذا الاستقبال البهيج لأبناء وبنات الوطن الذي رفع راية المملكة في المحافل الدولية.
من جانبها أكدت الطالبة تهاني أحمد الحاصلة على المركز الثالث بالمعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف2022) في مجال علم المواد عن مشروعها الذي يهتم بتجميع الطاقة المتجددة .
وقالت: "أنا فخورة، فنحن مثلنا المملكة العربية السعودية في معرض دولي وحصدنا جوائز عالمية، مبيّنين للعالم أن همة الشعب السعودي عالية بأبحاثهم وعلومهم وبرهنّا لهم أن لدينا تعليما رائعًا".
وأضافت: "تطلعاتنا للمستقبل عالية ولن نقف هنا بل سوف نكمل أبحاثنا ومشروعاتنا العلمية وسوف نعمل على تطويرها، وشكرت أسرتها التي غرست فيها حب العلم والاستكشاف منذ الصغر ، معبرة عن شكرها لكل من أسهم بهذا النجاح والإنجاز الوطني".
في سياق متصل، قالت الطالبة تالا سعد القحطاني من إدارة تعليم الشرقية: "إن مشروعها العلمي يتمحور حول "دمج بطارية مع مكثف كهربائي فائق"، حيث وصلت بعد عدة تجارب إلى نتائج جيدة وشاركت في آيسف وحصدت جائزة خاصة مقدمة من (Wolfram Research).
وأوضحت القحطاني أن هذه هي مشاركتها الثانية على التوالي، معبّرة عن سعادتها وفخرها بإنجاز أبناء وبنات الوطن بهذا المحفل العالمي، مشيرة إلى أن والديها لهم دور كبير في تحقيق هذا الإنجاز ، ومؤكدة أن مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن قاما بجهود كبيرة لتذليل الصعاب أمام الطلاب والطالبات المشاركين وتسهيل مهمتهم لدخول المختبرات لإنجاز مشاريعهم البحثية .
وقالت والدة تالا القحطاني أريج الحفظي: "الفكرة موجودة عند تالا قديماً ولكن بتوفيق من الله ثم بدعم القيادة الرشيدة وموهبة ومدارس الجامعة وصلت ابنتي إلى ما وصلت إليه اليوم، وسعينا جاهدين أنا ووالدها لتذليل الصعاب والعقبات من طريقها بمساعدتها في توفير جميع المتطلبات اللازمة والموازنة بين دراستها ومشروعها".