خرج البيان السعودي بلغة مباشرة علّقت "الجرس" على "رقبة" المجتمع الدولي، لتحذّر من أخطار مشاريع إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة مما يهدد الأمن والسلم الإقليمي.
فإيران غيّرت في مشاريعها التخريبية، فلم تعد تغريها الحروب التقليدية وسفك الدماء، بل امتد نابها للاقتصاد العالمي وسوق الطاقة من النفط والغاز.
فالمملكة بصفتها أحد أكبر موردي النفط وضعت النقطة في آخر السطر ببيان إخلاء المسؤولية عن تعثر أو نقص إمدادات الطاقة بسبب هجمات الحوثي الطائرة عبر تقنيات الصواريخ واستهداف عصب الاقتصاد الدولي، وهذه حرب جديدة تتبنّاها إيران، لكن هذا العبث سيطال العالم بتوقف السعودية عن تزويدهم بالطاقة؛ ما سيربك هذا السوق الذي التزمت المملكة بضبط جرسه تسعيراً وتزويداً وموازنة ومحافظة على ضمان وصوله للدول المستوردة.
وقال الدكتور محمد سرور الصبان المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي: "شكّلت المملكة دائماً وأبداً مصدراً آمناً وموثوقاً به ويمكن الاعتماد عليه في إمدادات الطاقة، وهذا ما يقدره المجتمع الدولي منذ عقود".
وأضاف: "لكن مع تزايد هجمات الحوثيين وصمت المجتمع الدولي دون اتخاذ تدابير لازمة لمنع هذه التهديدات، قد يشل حركة اقتصاد النفط العالمي ويهدد الدول المستوردة، نتيجة للخراب المحتمل لمنشآت النفط والغاز".
وذكر الدكتور "الصبان" :"المجتمع الدولي لم يصمت عن الشجب من سنوات، لكن هذه اللغة لم تعد مجديةً في مثل هذه الحالات واستمرارها، فقد عرّض الحوثيون أمن الطاقة العالمي والاقتصاد العالمي لخطر الانقطاعات".
وأكّد: "لذلك فإن المملكة في سبيل رغبتها لاستمرار إمدادات الطاقة وبصورة منتظمة وآمنة، قد حذّرت في بيانها اليوم، بأنه قد تنخفض الإمدادات نتيجة لهذه الهجمات المتكررة على منشآت البترول لدينا، وعليه فلا يجب على المجتمع الدولي أن يُلقي بالمسؤولية على المملكة في حال انخفاض إنتاجها، نتيجة لهذه الهجمات البربرية من قبل الحوثيين، ومن خلفهم إيران".
وأوضح: "فالتصريح واضح والتحذير كذلك واضح، لا يمكن تجاهله وإن لم يتم التعامل مع هذه الهجمات الحوثية، ومن خلفها إيران فإن خطر انقطاع الإمدادات قائم وسيؤثر في أسعار النفط العالمية، وسيدفع المستهلكون أسعاراً مرتفعة تتجاوز مستوياتها الحالية نتيجة لهذا الانقطاع".
واختتم قائلاً: "لكن ليس في أيدينا حيلة إذا هوجمت المملكة من قبل الحوثيين، فهذا حتماً سيؤدي لنتيجة واحدة وهي أن الإمدادات السعودية من النفط ستتأثر وقد تنقطع وقد تأخذ وقتاً طويلاً حتى تعود كما كانت عليه، نتيجة إهمال الدول الغربية بالذات، والأمم المتحدة في تبنّي إجراءات فعّالة تجاه إيران والحوثيين، وأرجو أن يكون هنالك استيعاب لرسالة المملكة".