جددت الصحف العربية إشادتها بنتائج مناورات "رعد الشمال" التي اختتمت الخميس الماضي في مدينة حفر الباطن، واصفة المشهد الذي ظهر فيه خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبد العزيز" وحوله قادة 18 دولة عربية وإسلامية، بمثابة رسالة قوية المضمون، بعثها هؤلاء القادة إلى من يهمه الأمر، بأن أمن المنطقة بأكملها جزء لا يتجزأ، وأن أي اعتداء على دولة هو بمثابة اعتداء على بقية الدول، التي لن ترضى بعد اليوم أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تهديدات أياً كان مصدرها.
وكان 18 قائداً عربياًً وإسلامياً شهدوا نهاية الأسبوع الماضي البيان الختامي لمناورات "رعد الشمال 2016" بمدينة الملك خالد العسكري في حفر الباطن، يتقدمهم "الملك سلمان بن عبد العزيز"، والرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، و"الشيخ صباح الأحمد الجابر" أمير الكويت، و"الشيخ تميم بن حمد" أمير قطر، والرئيس السوداني "عمر حسن البشير"، والسنغالي "ماكى صال"، والموريتاني "محمد ولد عبد العزيز"، و"نواز شريف" رئيس وزراء باكستان، ورئيس الحكومة المغربية "عبد الإله بنكيران"، و"الأمير سلمان بن حمد آل خليفة" ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين.
حرب حقيقية:
وذكرت الصحف أن المناورات التي جسدتها قوات 20 دولة في مدينة الملك خالد العسكرية، كانت قوية وتكتيكية، تدرب فيها الجنود على الفنون القتالية الحديثة. ووصفت صحيفة الشرق الأوسط المناورات بأنها حرب حقيقية تماماً لما يشبه ميدان القتال، تدربت فيها القوات المشاركة على التنسيق فيما بينها على إدارة الحرب في الميدان.
وذكرت صحيفة "الشروق" المصرية أن "السعودية تشهد أضخم مناورة عسكرية بمشاركة 300 ألف جندي من 20 دولة إسلامية"، مشيرة إلى أن "المناورة ضمت المدفعية والمدرعات والمشاة والقوات الجوية ومنظومات الدفاع الجوي والقوات البحرية".
وقالت الصحيفة ذاتها: إن رئيس "هيئة الأركان السعودية الفريق أول ركن "عبد الرحمن بن صالح البنيان" يؤكد أن التمرين يهدف إلى درء المخاطر التي تواجه الأمة العربية أو الإسلامية"، مشيراً إلى أن "هذه المناورات تعد أكبر تجمع عسكرى عربى إسلامى تشهده المنطقة، وجاءت استجابة لدعوة المملكة العربية السعودية للمشاركة فى هذا التمرين الذى سبقه عقد مؤتمرات لتطوير المفهوم والتخطيط، واستغرق وصول القوات إلى منطقة الحشد ثلاثة أيام، وتم التدريب على المهمة خلال 15 يوماً".
ووصف التمرين بأنه أحد أكبر التمارين العسكرية من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة العمليات العسكرية التي تغطى مسرح عمليات المنطقة الشمالية (الافتراضى)".
وقال السفير "علاء يوسف" المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بحسب اليوم السابع: إن المناورات ضمت 300 ألف عسكرى، من 14 دولة عربية و6 دول إسلامية.
وأضاف أن المناورات التى عقدت خلال الفترة من 26 فبراير حتى 10 مارس 2016 تعد الأضخم فى تاريخ منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد الدول المشاركة فيها، والتي بلغ عددها 20 دولة عربية وإسلامية من قارتَىْ أفريقيا وآسيا، فضلاً عن تنوع القوات التى شاركت فيها والتي ضمت: المدفعية، والمدرعات، والمشاة، والقوات الجوية، ومنظومات الدفاع الجوى، والقوات البحرية.
وأشار "يوسف" إلى أن مناورات رعد الشمال تهدف إلى رفع الجاهزية العسكرية لقوات الدول المشاركة وقياس قدرتها على إدارة العمليات العسكرية والتخطيط والتنفيذ والدقة فى الأداء، كما تتيح الفرصة للتعرف إلى مسارح عمليات إستراتيجية جديدة وترفع درجة التنسيق العسكري بين القوات المشاركة لتنفيذ المهام المشتركة.
استقرار المنطقة:
من جانبه أكد "الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم" نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، في الصحف الإماراتية؛ أن الرسالة الأقوى لـ"رعد الشمال" هي وحدة الصف والحزم للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
وقال فى سلسلة تغريدات له عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر "تويتر": "رعد الشمال بمشاركة 20 دولة إسلامية هو المناورة الأكبر في المنطقة، والرسالة الأقوى بوحدة الصف وقوة العزم والحزم للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
إشادة قطرية:
وأكدت الصحف القطرية أن حضور "هذا العدد الكبير من قادة الدول العربية والإسلامية يمثل رسالة قطرية وخليجية وعربية وإسلامية جماعية واضحة، تؤكد استعداد قطر وجميع هذه الدول للعمل معاً من أجل الحفاظ على أمن المنطقة والعالم، وخاصة أن تلك المناورات هي الأكبر من نوعها في المنطقة، وقد حققت الأهداف التي خطط لها، وأشارت إلى أن تلك المناورات تؤكد بروز قوة إقليمية جديدة تسعى إلى تعزيز وحدة الصف ودرء المخاطر التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية.
وقالت صحيفة "الشرق" القطرية: إن مشاركة 20 دولة في "رعد الشمال"، هي مشهد نادر يقدم أكثر من رسالة إلى دول المنطقة والعالم أهمها "إبراز القدرات القتالية العالية" للجيوش المشاركة في المناورات، وقدرتها على "العمل في بيئة عمليات مشتركة"، وإظهار أنها "تقف صفاً واحداً لمواجهة التحديات"، وتسعى إلى "الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
وأشارت إلى أن المناورات سعت إلى تعزيز وحدة الصف ودرء المخاطر التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، والمحافظة على الأمن والاستقرار ورفع مستوى الجاهزية القتالية، وقياس القدرة على إدارة العمليات العسكرية بناء على ما يتطلبه الموقف العسكري من خلال تعزيز العلاقات العسكرية بين الأشقاء والأصدقاء، وتفعيل مفهوم العمل المشترك وفقاً للعقيدة العسكرية المشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات المحتملة كافة.
الفنون القتالية:
وعلى المنوال ذانه، سارت الصحف الأردنية، فقالت صحيفة "الرأي": "إن القوات المشاركة أظهرت قدرات فائقة التسليح لمختلف القوات البرية والجوية والبحرية"، مشيرة إلى أن "التدريب شهد جميع أنواع العمليات العسكرية وبنجاح تام؛ مما أسهم في رفع مستوى الجاهزية القتالية للقوات القتالية المشاركة ودرجة استعدادها، لتكون قوة ضاربة لنصرة الحق، وردع كل من تسوّل له نفسه المساس بالدول العربية الإسلامية وبمقدرات شعوبها ولاسيما في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة".
وقالت: إن "رعد الشمال يهدف إلى التدريب على عمليات التخطيط العملياتي والإستراتيجي المشترك، وتوحيد المفاهيم والمصطلحات بين مختلف الجيوش المشاركة، وتنفيذ العمليات العسكرية التقليدية وغير التقليدية لمواجهة الإرهاب والتطرف".