سلّطت اثنينية الحوار التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مقره بالرياض، الضوءَ على الدور الكبير الذي تضطلع به المرأة في تعزيز الهوية الوطنية لدى الأسرة، ومدى انعكاس مشاركتها على العمل المجتمعي بجميع جوانبه.
وتَطرقت الاثنينية إلى أهمية إيجاد مرتكزات وطنية ثابتة يُبنى عليها الحوار والنقاش والتعايش بين أفراد الأسرة الواحدة والمجتمع ككل؛ بما يحقق رؤية المملكة 2030.
واستضاف اللقاء الذي أداره كاتب الرأي صالح الخشيبان كلًّا من: الدكتورة الجوهرة بنت فهد الزامل، عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، وأكاديمية في مجال الخدمة الاجتماعية.. والدكتورة أمل بنت عبدالعزيز الهزاني، كاتبة رأي ومهتمة بشؤون المرأة.. والدكتورة ميمونة الخليل، رئيسة مركز الأبحاث الواعدة للمرأة.
وفي بداية اللقاء، أكدت الدكتورة "الجوهرة الزامل" مكانة المرأة ودورها المقدر، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع أو بيئة العمل.
وقالت: المرأة جزء من كيان المجتمع الكلي؛ بل إنها الأهم بين كل المكونات؛ لأنها الأم قبل كل شيء، وللأم الدور الأساسي في نقل ثقافة المجتمع إلى أطفالها وتربيتهم وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة والقيم السليمة.
من ناحيتها، قالت الدكتورة أمل الهزاني: المرأة السعودية كانت ولا تزال على رأس أولويات رؤية بلادنا الطموحة 2030، التي أكدت أهمية تمكين المرأة ووضعها في مكانها ومكانتها، بل إنها أقرت بأن المرأة هي أحد عناصر القوة وهي شـريكة فاعلة للرجـل في كل الميادين لدفع عجلة التنمية.
وأضافت: المرأة استطاعت في ظل توجيهات القيادة الحكيمة أن تسجل نجاحات متتابعة على كل المستويات، وأن تقدم نموذجًا مميزًا على كل الأصعدة، وهو ما نراه اليوم في اعتلائها للمناصب القيادية؛ مما أسهم في دعم حركة النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات، وهو دليل على أن التغيير لم يعد شعارًا؛ بل أصبح منهجًا وطنيًّا للأخذ بيد المرأة لتنتقل في مجتمعها من الدور القديم المحدود إلى التمكين اللا محدود؛ وتحقيق الفاعلية في أي دور تؤديه.
من جهتها، تناولت الدكتورة ميمونة الخليل علاقة المرأة بتعزيز مفاهيم التضامن وتوحيد المشاعر الإيجابية بين أفراد الأسرة، كما تَطرقت إلى العديد من الأفكار، منها دور المرأة في تشكل القيم الإنسانية، وأهمية التعرف إليها، وكذلك دورها الحالي في نقل وتعليم القيم والحفاظ عليها من خلال كونها أمًّا، وأيضًا دورها في سوق العمل، وأخيرًا مستقبل المنظومة القيمية، خصوصًا التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية.
وفي ختام اللقاء، أكد الأمين العام للمركز الدكتور عبدالله الفوزان، أهمية الهوية الوطنية، ودور المرأة في ترسيخها لدى الأسرة بوصفها اللبنة الأولى في غرس منظومة القيم الإنسانية المتعارف عليها عالميًّا بالحرية والتسامح والإخاء الإنساني والعدل والمساواة والتراحم، والتي تعزز احترام وحماية حقوق الإنسان والتعايش السلمي بما يضمن الأمن والاستقرار المجتمعي.