احتلت الفنانة التشكيلية علية الهلال موقعها في جاليري مضاوي، وانهمكت في رسم لوحات عدة، كان أبرزها لوحة لولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، رسمتها بطريقة "الفسيفساء"؛ فنجحت في لفت انتباه زوار الجاليري، الذين أشادوا بإمكاناتها الفنية، وقدرتها على رسم لوحات عبر الفسيفساء.
علية الهلال من مواليد الأحساء، وحاصلة على تخصص بكالوريوس رياضيات، ودبلوم متوسط في الفن. وشاركت في معارض دولية عدة، في مصر والأردن وفرنسا.. وغيرها.
وتقول لـ"سبق" عن معرضها في جاليري مضاوي: "يعد الثاني بالنسبة لي بعد إقامة معرض شخصي لي في جمعية الثقافة والفنون في الدمام".
وأكملت: "في المعرض الأول تركز عملي على توثيق فن وثقافة محافظة الأحساء. أما في هذا المعرض فركزت على فن الموزيك، أو ما يطلق عيه (الفسيفساء)، وهو عبارة عن طبقات لونية عدة، تعطي المتلقي إيحاء بأنه أمام قِطع من الفسيفساء الملونة".
وأشارت "علية" إلى أن "الفن يعلن مزاياه، عندما يتجاوز الفنان تفاصيل الفن المميز للمنطقة التي يعيش فيها، ويلامس فنون مناطق أو دول أخرى، وهذا ما حرصت عليه في جاليري مضاوي، من خلال عرض أعمال فنية، تشير إلى ثقافات دول أخرى، مثل الفن الفرعوني المصري، والفن العراقي، وغيرهما.. وبجانبهما استحضرت الفن السعودي من خلال الزي المميز لبعض المناطق، مثل الجنوب".
وتقول علية إنه على الرغم من رسمها لوحات كثيرة إلا أن من أروع ما رسمته لوحة للأمير محمد بن سلمان. وتضيف: "هذه اللوحة غالية عليَّ جدًّا. رسمتها بطريقة الفسيفساء، عبر تجميع النقاط بجانب بعضها؛ الأمر الذي استغرق مني وقتًا وجهدًا طويلَين".
وتتابع: "فضلت أن أرسم هذه اللوحة في الأيام الوطنية، على وقع أغانٍ وطنية، وكنت حريصة على جذب الجمهور لي؛ ليتعايش معي لحظات رسم اللوحة بكل تفاصيلها ومراحلها". مشيرة إلى أن "متوسط وقت رسم اللوحة الواحدة يصل إلى شهر كامل". مؤكدة أنها لا تستطيع أن تعيد رسم عمل سبق أن انتهت منه. وقالت: "العمل يستحوذ على كل تركيزي، وعند الانتهاء منه من الصعب، بل من المستحيل، إعادته مرة ثانية".
وترى علية أن تخصصها في الرياضيات أفادها في تعزيز موهبتها في الرسم، وقالت: "تعلمت من الرياضيات الصبر والدقة. ومعلم الرياضيات غالبًا ما يتسم بالصبر والتحمل. واللوحات الفنية أشبه بالمعادلات الرياضية؛ تحتاج إلى صبر ودقة للخروج بالحلول اللازمة".
وخصت علية الفنان عبادي الجوهر بلوحة خاصة، وقالت: "الجوهر فنان حساس جدًّا، واستثنائي؛ أثبت وفاء لزوجته بعد رحيلها، ونال احترام وتقدير الجميع. وأتذكر أنه قال في أحد لقاءاته إنه كان يعالج أمه في مصر، ولم يكن معه مال يكفي مصاريف العلاج؛ فاضطر إلى الغناء في الفترة المسائية؛ ليوفر لها مصاريف العلاج. ومثل هذه القصص أثرت فيَّ، ودفعتني إلى رسم لوحة خاصة به. كما لدي غرفة للمشاهير، بها رسومات للعديد من الفنانين".
وقالت المدير العام للجاليري مضاوي الباز، وهي فنانة تشكيلية: إن السعودية وضعت الفن، خلال السنوات القليلة الماضية، على رأس أولوياتها، فضلاً عن أنه أمسى أحد المحاور الرئيسية في رؤية 2030. لافتة إلى السعودية تشهد حراكًا فنيًّا كبيرًا في السنوات الأخيرة دعمًا للفن والفنانين، وتراهن على الفنان السعودي؛ فالبيئة السعودية غنية وخصبة بالفنون الناتجة من عادات وثقافات، تبلورت نتيجة السنوات. وإحياؤها وتقديمها للعالم، وتعريفه بها بصور تليق بحضورها، واجب لا يجب أن يتجاهله أي فنان أو فنانة تجاه وطنه.
ومن هذا يفتتح جاليري مضاوي أبوابه على مدار العام للفنانين التشكيليين السعوديين والعرب والعالميين، إضافة إلى تنظيم معارض شخصية وجماعية.
وتضيف "مضاوي"، التي درست الفن التشكيلي في لندن: "أحرص من خلال الجاليري على تقديم مبادرات، تخدم الفن التشكيلي والفنانين المبتدئين، وتسلط الضوء على إنتاج الفنانين المحترفين؛ إذ يبقى الهدف الأساسي إنعاش الحركة الفنية التشكيلية في المملكة العربية السعودية".
