استجابة لظروف الطبيعة.. "المسند": يجب أن يبقى شهر رمضان خارج العام الدراسي

الدراسة في الشهور الحارة إنتاجيتها متدنية من جهة الطلاب والمعلمين كما الإداريين
رئيس لجنة تسمية الحالات المناخية عبدالله المسند

رئيس لجنة تسمية الحالات المناخية عبدالله المسند

اقترح أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم "سابقا"، ومؤسّس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية عبدالله المسند، أن تظل الدراسة خارج شهر رمضان الكريم برمته؛ بعبارة أخرى تتوقف الدراسة في رمضان ليس كسلاً وتقاعساً وخمولاً ونوماً، كما يظن بعضكم، ولا يعني بالضرورة استسلاماً لعادة اجتماعية (السهر)؛ بل استجابة لظروف طبيعية بالدرجة الأولى.

وأشار "المسند" عبر سلسلة تغريدات، إلى أن فصول "صح النوم" عرض المشكلة واقترح الحل برسالة إلى وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد ال الشيخ، حيث يتزامن شهر رمضان مع فترة العام الدراسي وفقاً للنظام الجديد (3 فصول) 27 سنة قادمة تقريباً.

وبيّن "المسند" أنه يجب أن يخرج شهر رمضان عن نطاق العام الدراسي ليكون إجازة صيفية نحو 6 سنوات على وجه التقريب، حيث إن رمضان يتقدم كل سنة بمعدل 11 يوماً على سلم الشهور الميلادية وفقاً للجدول المرفق يوضح حركة مسار رمضان عبر الفصول الـ 4، والشهور الميلادية، من عام 1441هـ (2020م) حتى عام 1463هـ (2041م).

وأضاف "المسند" ولمدة 23 سنة، كما يوضح الجدول متوسط درجات الحرارة الصغرى والكبرى المتزامنة مع رمضان، وطول فترة الصيام بالساعات وفقاً لمدينة الرياض.

وقال، موجهاً حديثه لوزير التعليم أثبتت النتائج الميدانية التربوية إن الدراسة خلال رمضان ـخاصة في الشهور الحارةـ إنتاجيتها متدنية من جهة الطلاب والمعلمين كما الإداريين، وما ذاك إلا لظروف وعوامل 3 هي: طبيعية، اجتماعية، وصحية.. دونك إياها، ‏فالعامل الطبيعي يتمثل بأجواء حارة جداً في فصل الصيف، والذي يُمثل نحو 5 أشهر على الأقل في أجواء السعودية (من مايو حتى سبتمبر)، فالسماء فيها صحوة وصافية، والشمس ساطعة حارقة.

أما العامل الاجتماعي، فيتمثل بعادة اجتماعية سعودية متأصلة، ومن الصعب أن ينفك الناس عنها، وهي السهر طوال ساعات الليل برمضان، سواء أُقرت الدراسة فيه أم لا، وهذا أمر مجرب ومشاهد، مما يجعل العملية التعليمية أكثر صعوبة وتعقيداً.

وتابع "المسند"، والعامل الثالث صحي يتعلق بالبدن، إذ إن الطلاب والطالبات كما المعلمين والمعلمات صائمون، وغالباً ما يكونون في سهر طول الليل، مع أجواء نهارية حارة، وسماء من السحب خالية، وشمس حارقة، فهذا العامل الثالث (العطش والجوع) يتزامن مع السهر والحر.

وأضاف، اختصار الحصة، وإلغاء الفسحة، وكلها تسهم في ضعف العملية التعليمية، وتدني التحصيل العلمي، بل أجواء تبعث على الملل والعجز وقلة الإنتاجية، مما يدفع إلى كثرة الغياب من قِبل الطلاب والمعلمين، وهذا أمر محسوس، واسألوا المعلمين إن كنتم لا تصدقون عن فصول "صح النوم".

وأكمل، وعندما يتحدثون عن الرعيل الأول في تاريخنا الإسلامي كيف صنعوا في رمضاناتهم من انتصارات، وإنجازات، ومخرجات؟! .. فهم يتحدثون.. بل يفكرون منفكين عن بيئتهم ومجتمعهم!! إذ إن الرعيل الأول لم تُنِرْه الأضواء، وتُبرده الكهرباء، الرعيل الأول لا يعرف السهر حتى شروق الشمس، وأجسام الرعيل الأول توطنت على الجوع والحر والجلد في العيش، الرعيل الأول لا يسافر أكثر من 200كم (ذهاباً وعودة) من أجل الدوام كما بضعة آلاف من المعلمين والمعلمات، الرعيل الأول لا يواجه ويجابه 35 طالباً توجيهاً وتعليماً وتربيةً ولا تنتظر المرأة في الرعيل الأول في رمضان مطبخاً يعج بالواجبات والوجبات، الرعيل الأول لم يحمل فوق ظهره عشرات المهام العصرية، كما الوقت الحالي، وعليه فالمقارنة غير عادلة ولا منطقية، علاوة على أننا لا يمكن أن نقارن جيل اليوم بجيل الأمس!! لأسباب يطول طرقها وشرحها.

وأضاف، ثم إذا كنتم ستلزموننا بحال الرعيل الأول في رمضان، فإنه (قد نُقل) عنهم أنهم يتخلّون عن كل شيء في رمضان بما فيه طلب العلم، ويتفرغون للقرآن، فهل يلزمكم هذا؟ وأزعم أن تعطيل الدراسة في شهر رمضان هو تفاعل إيجابي مع النتائج الضعيفة، والمخرجات الهزيلة للعملية التربوية خلال شهر رمضان للأسباب الثلاثة السالفة، ومن محاسن تعطيل الدراسة في رمضان إيقاف الهدر الزمني والمالي في مجال التعليم، ومن ثُم يتم تعويضه بشهر آخر، فإن تم هذا فليس فيه محظور شرعي، ولا ممنوع نظامي، بل حل جذري لعلة، ومشكلة فصول صح النوم، من جهة أخرى ها أنتم في النظام الجديد (3 فصول) أوجدتم 3 إجازات بينية طولها 30 يوماً تقريباً!!، علاوة على نحو 8 إجازات مطولة موزعة على 3 فصول، فلا ضير من دخول رمضان كإجازة رسمية، مقابل تخفيض شيء من الإجازات الـ11 المقررة حالياً وسمعت بعض الناس يقترح أن تُثبت الدراسة وفقاً للتاريخ الهجري!! وهذا لا يمكن بسبب ارتباط الفصول الأربعة بالميلادي الشمسي، وبداية الدراسة في معظم العالم تكون في أول فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي.

وأضاف ثم إن شهر رمضان شهر عبادة وطاعة له خصائص ومميزات لا تتكرر في بقية الأشهر، فلِمَ المزاحمة عليه؟! والوقت في شهر رمضان المبارك يمضي ولا يُعوض، بينما الشهر في التعليم يعوض بشهر آخر بل يزيد، وعندما نُعطل في شهر رمضان فنحن أدينا حق رمضان بالعبادة أولاً، وثانياً أنقذنا العملية التعليمية من العبث والضعف والتدني في المدخلات، كما المخرجات، وعندما نعطل في شهر رمضان فلسنا شاذين عالمياً فمعظم دول العالم تُعطل المدارس فيها أسبوعين للكريسماس Christmas وأسبوعين لعيد الفصح Easter holidays وكلها تقطع مسار الدراسة، بل في بريطانيا وإسبانيا إجازة عيد الكريسماس أسبوعان، إضافة إلى ثلاثة أسابيع لعيد الفصح والمجموع 35 يوماً أعياداً دينية!! وفي الولايات المتحدة الأمريكية إجازة الكريسمس لا تقل عن 22 يوماً ناهيك عن عيد الفصح!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org