أوضح استشاري الطب النفسي رئيس قسم التوعية الصحية في مستشفى الصحة النفسية بجدة، الدكتور عادل باعيسى، أن الاكتئاب الموسمي أو اكتئاب الشتاء هو أحد أنواع الاكتئاب الذي يرتبط ظهوره بشكل متكرر بفصل الشتاء.
وبيَّن لـ"سبق" أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي يعانون أعراضًا مشابهة لأعراض الاكتئاب المعروفة، ولكن في حالة الاكتئاب الموسمي تظهر الأعراض بشكل واضح في أشهر الشتاء بسبب قلة أشعة الشمس؛ وبالتالي فإن تلك الأعراض تتحسن خلال فصل الربيع.
وأشار "باعيسى" إلى أن هذه الأعراض تتسبب في خلل وظيفي لدى الشخص المصاب؛ وبالتالي تتسبب في عدم قدرة الشخص المصاب على إنجاز مهامه الحياتية، العائلية وكذلك الوظيفية، في حين تصاب به النساء بنسبة أكبر من الرجال.
ولفت استشاري الطب النفسي إلى أن أعراض الاكتئاب الموسمي تتشابه مع أعراض الاكتئاب المعروفة، ولكن المصابين بالاكتئاب الموسمي تكون لديهم أعراض شائعة، مثل الإحساس بالإجهاد، والنوم بكثرة، والزيادة في الوزن نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات.
وألمح إلى أن من الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور الاكتئاب الموسمي اختلاف إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم نتيجة قلة مستويات أشعة الشمس خلال فصل الشتاء، وذلك الانخفاض في أشعة الشمس يؤدي لانخفاض نسبة السيروتونين في الدماغ (ناقل عصبي كيميائي)، الذي يؤثر في المزاج. وبالنقيض ترتفع نسبة هرمون الميلاتونين في الدماغ لدى المصابين بالاكتئاب الموسمي، وهو الهرمون المسؤول عن انتظام النوم.
وأكد باعيسى أن وجود تاريخ مَرضي في العائلة، أو إصابة الشخص بالاكتئاب سابقًا، أو نقص فيتامين (د)، كلها عوامل قد تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب الموسمي.
وفيما يتعلق بعلاج هذا المرض أكد رئيس قسم التوعية الصحية بالمستشفى أن هناك طرقًا عديدة، منها العلاج بالضوء، واستخدام مضادات الاكتئاب، والعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي. وهناك بعض الأساليب التي يمكن اتباعها للحد من ظهوره، مثل التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ، وكذلك المشي لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع، واتباع نظام غذائي متوازن، والنوم بشكل منتظم، وكذلك توطيد العلاقات الاجتماعية، والتواصل مع الأهل والأصحاب.
يُشار إلى أن قسم التوعية الصحية في مستشفى الصحة النفسية بجدة نظَّم حملة توعوية حول الاكتئاب الموسمي، وتم من خلالها الرد على استفسارات المستفيدين، وتقديم المواد التوعوية لهم للتعريف بالاضطراب وأسبابه، وطرق العلاج.