أكدت الدراسات الطبية والأبحاث، فائدة الصيام على الذين يعانون أمراض المخ والأعصاب وأبرزها مرض التصلب العصبي المتعدد؛ من خلال الصيام المتقطع أو صيام تقليل السعرات، والآن في شهر رمضان وإلزامية الصوم لكل المسلمين.
الدكتور أحمد أبو لبن استشاري مناعة وتخطيط المخ والأعصاب بمستشفى الحرس الوطني بمدينة الرياض قال: يساهم الصيام في تحسين وظائف جهاز المناعة وخصوصًا الخلايا التائية، ودورها مهم في تشكيل الخلايا المناعية للمصاب؛ حيث إن الصيام يعمل على تقليل الالتهابات من خلال إخراج الكورتيزون الداخلي، وتقليل نسبة الخلايا التائية المساعدة ١٧ (th17) التي تلعب دورًا مهمًّا جدًّا في التهابات المخ والحبل الشوكي عند مرضى التصلب العصبي المتعدد، ويستطيع مصابو التصلب الصيام؛ ما عدا من يلتزم بأخذ أدوية بصورة متكررة خلال اليوم، وكذلك من يؤثر عليهم الوقت الطويل للصيام.
وعن بعض الأعراض التي تظهر فجأة على المصابين وقت الصيام، أكد الدكتور أحمد: ذلك نتيجة الهجمة الكاذبة، وهي نتيجة أعراض قديمة تم التعافي منها وتظهر بصورة مؤقتة ثم تختفي، وتحصل بسبب الإجهاد وقلة النوم وليس الصيام فقط، وليست أعراضًا التهابية جديدة، وتتحسن غالبًا بعد يوم أو يومين.
وتابع "أبو لبن": إذا كان المصاب قد تعرض لهجمة جديدة من التصلب فيجب استعمال الكورتيزون عن طريق الوريد بعد استشارة الطبيب المعالج. ولأنها في العادة تعطى مع سائل عن طريق الوريد؛ فهي تُعَد مفطرة إذا أُخذِت في نهار رمضان.
وأضاف: هناك أدوية لعلاج الأعراض، يمكن تناولها مساءً وفي حالات نادرة يتم تكرار تناولها، وقد يحتاج المصاب للإفطار لصعوبة الصيام ذلك اليوم.. أما ما يخص الأدوية الأساسية للتصلب المتعدد؛ فعلى حسب العلاج المستخدم فالإبر التي تؤخذ تحت الجلد وليست في الوريد لا تُعد مفطرة.
واختتم "أبو لبن" بتوجيه بعض النصائح للمصابين، بضرورة أخذ وقت كافٍ من النوم في أوقات منتظمة للحفاظ على الساعة البيولوجية للجسم، وشرب ماء كافٍ من الإفطار حتى السحور لتفادي الجفاف، وأخيرًا يجب على المصاب الالتزام بالخطة العلاجية المقررة من الطبيب المعالج، والرجوع إليه في حال وجود استفسارات أو أعراض جديدة.