دعا استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين الآغا، جميع الأطفال إلى ضرورة الاهتمام بصحة الجسم خلال أيام العيد، وعدم حملها فوق الطاقة في أمور تؤثر سلبًا على الجسم.
ودعا "الآغا" إلى ضرورة مراقبة ثلاثة أمور مهمة عند الأطفال أيام عيد الفطر المبارك، وهي (السهر، كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية، تناول الأطعمة والمشروبات غير الصحية)، مبينًا أن أيام العيد تتميز بخصوصية وفرحة كبيرة عند الجميع، ولكنها لا تعني كسر النظام الصحي وحرمان الجسد من الراحة وعدم منحه كفايته من ساعات النوم.
وبيّن أن الأطفال، ومع التقلب المفاجئ للساعة البيولوجية بعد انتهاء الشهر الفضيل، يحاولون أيام العيد السهر طويلاً؛ مما يحرم أجسادهم من النوم الصحي، وعدم إعطاء أجسادهم الساعات المطلوبة للنوم، موضحًا أن الفرد يحتاج إلى متوسط الوقت للنوم من 7 إلى 8 ساعات، أما الأطفال الصغار ما دون سن الدراسة فيحتاجون إلى حدود 10 ساعات من النوم يوميًا، والنوم مهم جدًّا لصحة الإنسان، سواء أكانت الصحة العقلية أو الجسدية أو النفسية.
وأوضح أن الحقيقة التي يجهلها الكثيرون أنه يوجد ثلاثة أنواع من الهرمونات تتأثر بالنوم المتأخر، وكذلك إذا كان الطفل نائمًا تحت الضوء، وهذه الهرمونات هي هرمون النمو الذي يفرز من الغدة النخامية، وهرمون الكورتوزول والذي يفرز من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين والذي يفرز من الغدة الصنوبرية.
وأضاف أن الأمر الآخر هو بقاء الأطفال باستمرار مع الأجهزة الإلكترونية ولساعات طويلة يوميًا، وقد يزداد استخدامهم أكثر خلال هذه الفترة مع السهر أيام العيد، وكل ذلك يُسهم في تدهور الصحة والشعور الدائم بالكسل والخمول وانخفاض النشاط البدني، وارتفاع قابليته لزيادة الوزن من خلال إقباله المستمر على الأكل وشعوره المتكرر بالجوع، بجانب التعرض للنعاس الدائم؛ لأن الجسد لم يحصل على كفايته من النوم؛ لذا يجب تقنين استخدام الأجهزة الإلكترونية عند الأطفال بحيث لا تزيد على ساعتين، وتقنين مشاهدات الفيديوهات في مواقع الإنترنت من خلال تحديد وقت يومي للألعاب الإلكترونية والتصفح ومتابعة البرامج التعليمية والترفيهية والمفيدة، وإجبارهم على الالتزام بكل ذلك؛ حتى لا يكون الأمر على حساب صحته، وضرورة تحفيز الطفل على ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية الأخرى، وعدم السماح باستعمال الأجهزة الإلكترونية في غرف النوم قبل النوم نهائيًا.
وقال "الآغا" إن الإشكالية الثالثة هي تناول الأطعمة غير الصحية بكثرة والمشروبات الغازية أو مشروبات أخرى تحتوي على الكافيين، سواء خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية أو السهر، فالأفضل تقنين تناول الوجبات الصحية التي تتضمن كل العناصر الغذائية اللازمة للجسم والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، فعادات أكل الطفل وكذلك نوعية الأغذية غير الصحية التي يتناولها تلعب دورًا في حدوث البدانة المفرطة على سبيل المثال أكله لكميات مفرطة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من الأطعمة الصحية والأكل أثناء مشاهدة التلفزيون أو استخدام الجوال، كما أن الأكل غير المنتظم أيام العيد كمًا ونوعًا، أي تغيير الوجبات الثلاث بأخرى عديدة متفرقة خلال النهار، والتي لا تحتوي على مكونات مغذية بقدر احتوائها على الدهون والسكر تمهد لانعكاسات غير صحية.