"الأحساء".. هيئة تطوير سعودية تتوج 6 آلاف عام من الإرث الثقافي والإنساني

بعد أن أضافت "اليونسكو" و"عاصمة السياحة العربية" و"غينيس" إلى قائمة منجزاتها
"الأحساء".. هيئة تطوير سعودية تتوج 6 آلاف عام من الإرث الثقافي والإنساني
تم النشر في

صدر أمر ملكي كريم بإنشاء هيئة لتطوير محافظ الأحساء وتعيين محافظ جديد لها متخصص في العلاقات الدولية والشراكات هو الأمير سعود بن طلال بن بدر بن عبدالعزيز، إذ تتمتع الهيئة بشخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري ويُعين رئيسها وأعضاؤها بقرار من مجلس الوزراء، وتعمل على تنسيق جهود جميع القطاعات المعنية في التنمية في المنطقة لضمان رفع كفاءة الأداء الحكومي.

وتهدف الهيئة إلى الارتقاء بالمشروعات الواقعة ضمن النطاق الجغرافي للمنطقة وإعداد المخططات الاستراتيجية الشاملة لتوجيه الجهود، وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات وتحديد المبادرات والبرامج، إعداد السياسات والرؤى والتوجهات والخطط والدراسات للمنطقة الواقعة ضمن النطاق الإشرافي لهيئة تطوير محافظة الأحساء، مواءمة الخطط والأهداف التنموية في المنطقة ورصد أداء الأجهزة الحكومية في التنفيذ.. فلماذا كل هذا الاهتمام بمحافظة الأحساء؟

الأحساء بالنطق المحلّي: الحَسا؛ هي محافظة سعودية تقع في المنطقة الشرقية، وتبعد عن العاصمة الرياض 328 كلم. وتبلغ مساحتها 379,000 كم²، أي ما يُعادل 20% من أراضي بلادنا وتُغطّي صحراء الربع الخالي نحو ثلاثة أرباع المحافظة، بينما تُمثّل المنطقة المأهولة بالسكان والأنشطة 18% من إجمالي مساحتها، وتتمثّل في مدينتي الهفوف والمبرّز، وهما ضمن أكبر عشر مدن على مستوى المملكة، إضافة إلى أربع مدن رئيسة و22 قرية. وبحسب إحصاءات عام 2017، تصدّرت الأحساء محافظات المنطقة الشرقية في عدد السكان بحوالي 1,041,863 نسمة.

تُمثّل الأحساء مشهدًا ثقافيًا مُتجدّدًا عبر تاريخ امتدَّ لأكثر من 6000 سنة، بسبب وفرة مياهها وخُصوبة أراضيها، وأقدم سُكانها هم من الكنعانيين الذين سكنوا المنطقة منذ 3000 سنة قبل الميلاد، ومن سلالتهم العمالقة الفينيقيون الذين اشتهروا بأعمال الرّي والزراعة، وهو ما يتناسب مع ظروف المنطقة. تبعهم الكلدانيون في القرن السابع قبل الميلاد عند نزوحهم من أرض بابل سنة 694 ق م، وأسَّسوا مدينة الجرهاء - الجرعاء، حيث قامت على أنقاضها هجر ثم الأحساء اليوم التي تضم مجموعة من المواقع الأثرية، ومجموعة من المدن المُندثرة مثل واسط، الناظرة، جواثي.

تشتهر الأحساء بكثرة نخيلها التي تغطي مساحات هائلة من أراضيها وتزيد على ثلاثة ملايين نخلة، وتنتج أكثر من مائة ألف طن من التمور سنويًا، أي ما يُعادل 10% من إنتاج المملكة، وهي في الأصل واحة طبيعية، ومُصنّفة كأكبر واحات النخيل في العالم. تمتلك الأحساء واجهة بحرية على الخليج العربي تبلغ مساحتها 133 كيلومترًا، وكانت قديمًا من أغنى مناطق المملكة بالمياه الجوفية، والعيون التي يتراوح عددها بين 60 و70 نبعًا، أقدمها عين قناص بمدينة العيون ويَعود تاريخها إلى 4500 سنة قبل الميلاد، إلا أنها جفت ونضب آخرها في العام 1996.

في يونيو 2018، انضمت محافظة الأحساء إلى قائمة التراث الإنساني العالمي في اليونسكو باعتبارها مستوطنة كُبرى على مدى 500 عام مضت، ضمت بساتين النخيل والقنوات والعيون والآبار، ومناطق أثرية ومجموعة من التراث العُمراني داخل مستوطناتها التاريخية، وفي 2019 اختيرت الأحساء عاصمة للسياحة العربية، وفي 2020 دخلت واحة الأحساء موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بوصفها أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم.

والأحساء هي أيضًا عضو في شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، وتضم الأحساء عددًا من المعالم مثل سوق القيصرية التراثي، المدرسة الأميرية، مسجد جواثي التاريخي، قصر إبراهيم وبيت البيعة، إضافة إلى واحة نخيل الأحساء التي تحوي عددًا من المباني والمواقع التراثية والطبيعية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org