الأيقونة

الأيقونة
تم النشر في

إنجازات كبيرة يتردد صداها ويبلغ الآفاق مداها.. تحكي قصة إلهام وتروي معاني من العصامية والكفاح.

ينظر الناس لها نظرة إعجاب، ويقفون أمامها وقفة إجلال، ويحكون عنها بكل فخر وتباهٍ.

منها ما هو على صعيد الأعمال التجارية، ومنها ما هو على صعيد الأعمال الخيرية أو الاجتماعية.. ومنها ما قد يكون على صعيد الأعمال الحكومية.


لكن السؤال ..
لو أردنا ترجمة الإنجازات (أياً كانت) على شكل أرقام؛ أرقام فعلية حقيقية تعكس حجم المنجز، ويتحدد صدى هذا الإنجاز والمساحة التي يملكها من اهتمام الناس بناءً على مخرجات هذه الأرقام.. هل سيتناسب صدى كل إنجاز مع مخرجاته؟ بالتأكيد لا.

من العوامل المهمة التي ساعدت بشكل كبير جداً شركة مثل أبل على بناء علامتها التجارية وتسويق منتجاتها هو وجود أيقونة بحجم "ستيف جويز"، ومن العوامل التي ساعدت على تفوق بنك جرامين على غيره من المنظمات المالية في بنغلاديش هو وجود أيقونة بحجم "محمد يونس" الحاصل على جائزة نوبل للسلام. وقس على ذلك العديد من الأمثلة على المستوى العالمي.

حتى على المستوى المحلي، في القطاع الحكومي.. أحد العوامل الرئيسية للنجاح الذي حققته وزارة التجارة في نظر الناس هو أيقونة "توفيق الربيعة"، وفي القطاع التجاري وكذلك الخيري العديد من الأمثلة لمشاريع ومؤسسات لاقت صدى واسعا وانتشارا كبيرا لوجود أيقونة هي محط الإلهام ومحور الإعجاب.

هذه الأيقونة قد تكون على شكل "شخص" لديه مهارة أو ملَكة مميزة تجعله هامة يُنظر لها بشكل غير تقليدي.

وقد تكون على شكل "شخصية" تملك من (الكاريزما) ما يؤهلها إلى أن تستدعي إعجاب الناس ومحبتهم.

وقد تكون على شكل "قصة" فيها من العبر والتميز ما يجعلها دارجة على ألسنة الناس وفي مجالسهم.

هذه الأيقونة تعطي للعمل بُعداً آخر، بعداً إنسانياً أكثر ..

تخلق بين الناس والكيان (مؤسسة كان أم شركة، وزارة، ناديا، جمعية.. أياً كان الكيان) جسراً من المشاعر، يتحدد شكل هذه المشاعر بحسب ما تتركه هذه الأيقونة في أذهاننا، فكم من مشاعر الحب أو مشاعر الكُره ترتبت بناءً على هذه الأيقونة.

لذلك إن كنت تجيد الرسم .. فأحسن رسم هذه الأيقونة ولا تترك الصورة فارغة.

وإن كنت لا تجيد الرسم .. فاتركها فارغة خيرا من أن ترسمها مشوهة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org