
أكد وكيل امارة المنطقة الشرقية د خالد البتال أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية جسّد القيم الدينية، والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ للبطولات الإسلامية لاسترجاع العادات، والتقاليد الحميدة، التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف.
جاء ذلك خلال زيارته لبيت الخير المقر الدائم لوفد المنطقة الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31.
وقال "البتال" إن زيارته لمقر بيت الخير جاءت تنفيذاً لتوجيهات الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية؛ للوقوف على ما يقدمه وفد المنطقة من برامج وفعاليات تنقل تاريخ وتراث المنطقة العريق.
وأضاف: "المهرجان استطاع إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه، وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي وبين الموروث الشعبي وساهم بفاعلية في تشجيع اكتشاف التراث الشعبي وحث على الاهتمام به ورعايته وصقله، والتعهد بحفظه من الضياع، وحمايته من الإهمال".
وأردف: "المهرجان اهتم بتجديد تراثنا الثقافي، والفكري، الذي هو شاهد على أصالة المملكة، ووفرة عطائها، وخصوبة منبتها، وعمقها الحضاري، فقد كانت ولا زالت زاخرة بالأدب، والأدباء، وأئمة الدين، ورواد الفكر، والعلم، وكانت مجالس ذويها عامرة بالشعر، والشعراء، والعلماء في شتى المجالات".
وتابع: "تشريف قائد بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي واكب مسيرة بناء هذا الوطن منطلقا من مدرسة مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز مرورا بًعصور من العطاء لهذه البلاد الغالية حتى تولى سدة القيادة يؤكد صلابة هذه الدولة برجالها وأبنائها الذين استطاعوا أن يحولوا الأحلام إلى واقع، ويواكبوا تطلعات العصر وأعينهم على مستقبله، في ظل رؤية طموحة، مع تمسكهم بتاريخهم الناصع وعمقهم الحضاري".
وتجول وكيل إمارة المنطقة الشرقية في أرجاء بيت الخير، واطلع على البرامج والفعاليات المقدمة من قبل الوفد المشارك.
وفي ختام جولته، قدم شكره للمشاركين على ما يقدمونه من عمل دؤوب ومميز وحثهم على العمل بنفس الروح حتى نهاية أيام المهرجان ومواصلة العمل استعداداً للدورة القادمة للمهرجان الجنادرية 32.
وتشارك المنطقة الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31 بأكثر من 200 مشارك ومشاركة و70 حرفة تقليدية تراثية ومتحف للمقتنيات التراثية وفنون وفلكلورات والعاب شعبية ومسابقات اضافة إلى 17 جناح من الجهات الحكومية والخيرية بالمنطقة.
ويقدم 70 حرفيا تقليديا الوانا من تراث والمقتنيات والفنون ترافقها فلكلورات وألعاب شعبية ومسابقات، ويقدم الوفد الفنون الشعبية، وتشمل ألواناً من الفلوكلورات الشعبية والأهازيج البحرية للفرق الشعبية التي تشتهر بها المنطقة الشرقية كالعرضة السعودية والسامري والعاشوري والخماري وفن الفجري والليوه والصوت والنهام وفن القادري وأهازيج الألعاب الشعبية .
وخصص هذا العام المتحف لمشاهدة المقتنيات الأثرية والتي عثر عليها بالمنطقة والأدوات الشعبية التقليدية المصنعة في المنطقة والتعرف على حضارة المنطقة قديماً من خلال الصور والمعروضات والمعلومات المكتوبة ومعارض للفنون التشكيلية والتصوير الضوئي ومعارض للتراث والآثار ومعرض للتمور بالمنطقة ومعرض للأزياء الشعبية .
وفيما يتعلق بنقل الحياة اليومية والوضع الاجتماعي، خصص بيت الخير مقر البيت التقليدي وفيه غرفة العروس أحد الأجنحة التي يشاهدها الزائر للتعرف على الحياة الاجتماعية في المنطقة من خلال ما يمثله المكان من تجسيد للماضي من طراز قديم ومحتويات المكان والأدوات المستخدمة والملابس والإكسسوارات، ومشاركة الفريق النسائي في تقديم الحرف الشعبية وهي (الحناية والعجافة والخوصيات والخبز الرقاق (تاوة) والفخار والتطريز وتطريز الطواقي، وتقديم الألوان الشعبية النسائية) .
ويحتوي بيت الخير على مسجد جواثا الذي يمثل أقدم المساجد وثاني مسجد أديت فيه صلاة الجمعة في الاسلام .
وضم البيت "بيت البيعة" الذي سكنه المؤوسس في ضمه للإحساء، وتمت اضافة العديد من الاجنحة وبعض القطع التراثية النادرة في اروقة البيت .
ويشارك في بيت الخير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من ونفذت هذا العام البرج في مدخل البيت وجامعة الملك فيصل وجامعة الامام عبدالرحمن الفيصل وجامعة الامير محمد بن فهد وجامعة حفر الباطن في المدرسة الاميرية التي تعد باكورة التعليم النظامي في المملكة وخرجت العديد من القيادات في المملكة في مختلف المجالات.
ويضم بيت الخير جبل القارة والبيئة الزراعية المتمثله في النخيل وزراعة الارز الحساوي .
وحرص وفد المنطقة الشرقية على تقديم شرح مفصل للزوار من خلال مشرفين على كل جناح يعطي الصورة التاريخية للموقع إضافة إلى الإجابة عن أسئلة الجمهور .
وتأتي مشاركة الشرقية في المهرجان هذا العام متضمنة فعاليات منوعة تضفي على البيت أجواء تراثية من عبق التاريخ حيث تشتمل على حرف شعبية تظهر في دكاكين القيصيرية التي تستقبل زوار البيت عند المدخل ومنها "الحدادة، الصفار، الفخار، النجار، الخرازة، الخباز، الحياكة، رافي بشوت، القياطين، الخوصيات، الاقفاص، صناعة الطبول، وبعضها ينتشر على سيف البحر والذي يمثل الحياة الإجتماعية البحرية في المنطقة كحرفة صانع القراقير، والديايين، والطواش وصانع الشباك والقلاف".
ويتم عرض الحرف في ميدان البيت الخارجي والذي يمثل السوق الشعبي العام في المنطقة كحرف مجلد الكتب، صناعة السروج، صناعة المسابح، وصناعة الأختام، صناعة المداد، وصناعة السلال، إضافة إلى تجسيد وعرض بعض الأعمال المهنية في أروقة وحارات المنطقة كتجوال عربة الغاز والقاري والمروي ومن خلال المزرعة يرى الزوار الكرام طريقة الري والسقى وجني التمور والاستمتاع بأهازيج الفلاحين كفن الدياسة والصرام.
ويشمل البيت القهوة الشعبية التي يحظى الزوار فيها بجلسة شعبية لتناول الأكلات الشعبية والشاي والقهوة والزنجبيل والاستماع إلى الأهازيج الشعبية.
وتتضمن المشاركات النسائية الحرف الشعبية النسائية كخياطة الملابس والملافع والحناية والعجافة والخوصيات والخبز الرقاق (تاوة) والفخار والتطريز والطواقي، وتقديم الألوان الشعبية النسائية، ويشرف عليهن وفد نسائي.
وفي السوق الشعبي تشارك المنطقة الشرقية بمجموعة من الحرف الشعبية والأهازيج، ضمن برامج الجنادرية في ساحة السوق الشعبي الرئيس بالمهرجان.