"البراية" أكبر شجرة معمرة بعسير تصارع الضمور.. ومطالب بإنقاذها.. التفاصيل هنا

يعود عمرها لمئات السنين ويبلغ جذعها أمتارًا وطولها شاهق والأهالي يصلون الأعياد تحتها
شجرة معمرة
شجرة معمرة

إلى الشرق من محايل، وتحديدًا بوادي البطح، تقبع تلك الشجرة المعمرة الضخمة التي أخذت تصارع الموت وسط مطالبات الجهات المختصة بالتحرك لإنقاذها من الضمور الذي طال جذعها الضخم وأغصانها بعد أن كانت نضارتها واخضرارها على مدار العام، حتى في سنوات الجدب والجفاف.

وفي التفاصيل، يشهد وادي البطح شرق محايل عسير وجود أكبر شجرة معمرة، تسمى "البراية"، ويعود عمرها إلى مئات السنين، وفق سكان القرية المجاورة، وكانت -وما زالت- من أهم وأبرز معالم المحافظة، ولطالما احتضن ظلُّها أجساد المسافرين والرعاة والسكان الذين كانوا ينيخون ركابهم تحتها؛ وذلك لظلها الكبير الذي كان يغطي المكان، بل إن السكان كانوا يؤدون صلاة الأعياد تحتها وفق أحمد بن فارس آل المشايخ، الذي أكد لـ"سبق" أن الشجرة ضخمة، ويبلغ جذعها أمتارًا، وطولها شاهق، وتغطي بأغصانها مساحة كبيرة.

وقال "آل المشايخ" إن الشجرة تعتبر الأضخم والأكبر عمرًا من غيرها -من وجهة نظره- في المنطقة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنها تحمل الكثير من الذكريات الجميلة للسكان والمسافرين وزوار المكان منذ مئات السنين؛ إذ أدركها منذ أكثر من نصف قرن إلا أن قصص الآباء والأجداد المتواترة تؤكد أن عمرها يُقدَّر بمئات السنين.

فيما وقفت "سبق" أمس على تلك المعمرة التي بدت تصارع الموت بعد ضمور جذعها الضخم الذي أخذ في العطب والتكسر، بالرغم من الاخضرار البسيط الذي لا يزال يكسو بعض أغصانها.

وتعود قصة بداية ضمورها إلى أكثر من 13 عامًا بعد أن صدرت توجيهات أمير المنطقة آنذاك، الأمير فيصل بن خالد، بدفن البئر التي كانت تحتضن جذورها بسبب بعض المعتقدات الخاطئة التي ظهرت، ومنها أن رشفة من مائها تشفي من أمراض عدة؛ وهو ما دفع الكثير من الناس إلى التوافد عليها من داخل السعودية وخارجها، خاصة من دول الخليج؛ فعكفت اللجنة المشكَّلة من جهات عدة على دراسة وبحث الوضع، ثم خرجوا بنتائج عدة، منها أن البئر أصبحت مزارًا ومعتقدًا للشفاء، فضلاً عن إثبات التحاليل المخبرية عدم صلاحية مياهها للشرب؛ ليصدر توجيه الأمير في عام 1430 بدفن البئر خوفًا من اتخاذها مزارًا يمارس فيه بعض المعتقدات الخاطئة؛ لتبدأ قصة الضمور لتلك الشجرة المعمرة التي كانت تُظلل البئر ومرتاديها، وتضرب بجذورها في أعماقها؛ فعاد عدد من المواطنين للمطالبة بسرعة التحرك لإنقاذ تلك الشجرة الضخمة بما يضمن عودتها إلى سابق عهدها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org