"البنكية" و"الدوّار".. مفردات بلهجة أهل جُدة قبل 50 عامًا يروي قصتها أبو الجدائل

كانت أدوات مساندة للباعة الجائلين تساهم بفعالية في حمل وعرض منتجاتهم
"البنكية" و"الدوّار".. مفردات بلهجة أهل جُدة قبل 50 عامًا يروي قصتها أبو الجدائل

روى المهتم بتاريخ جدة خالد صلاح أبو الجدائل بعض مفردات اللهجات التي كان يتداولها أهل جدة قبل 50 عامًا لكنها أصبحت في قائمة النسيان.



وتفصيلًا: قال "أبو الجدائل": إن لكل مهنة أو حرفة أو صنعة أدواتها المساندة التي يعتمد عليها الصانع أو الحرفي أو البائع في أداء عمله أو صناعته، أو حمل وعرض منتجه، مستعينًا ببعض الأهازيج الشعبية التي صاغ كلماتها مَن سبقوه في تلك الأعمال لترويج بضاعته.



وأوضح أن مفردات البنكية والدوّار كانت أدوات مساندة لبعض الباعة الجائلين في مدينة جدة قبل خمسين عامًا، تساهم بفعالية في حمل وعرض منتجاتهم أو سلعهم على الفئات المستهدفة، وخصوصًا الأطفال وتحافظ عليها من تعرضها لأي جراثيم تكون عالقة في الجو أو حشرات طائرة.

ما هي البنكية وما هو الدّوار؟




البنكية: هي مفردة مأخوذة من كلمة بنك، وكلمة بنك في جدة التاريخية قديمًا تستخدم لمعنيين مختلفين تمامًا.



وبين "أبو الجدائل" أن المعنى الأول: يقال بلهجة معلمي مهنة النجارة في جدة التاريخية مصطلح "بنك النجار"، وهو عبارة عن طاولة عادة تكون مصنوعة من الخشب، مستطيلة الشكل، تكون موجودة ضمن نطاق ورشته أو دكانه، على ارتفاع معين، ويعتمد عليها النجار كثيرًا في إنجاز مختلف خطوات أعماله الخشبية من عملية تحديد المقاسات وقص ونشر وتفصيل وتعشيق وتركيب القطع بعضها ببعض؛ لتعطي الشكل المطلوب باستخدام مختلف أدوات النجارة.



تأكيدًا لهذا المعنى، فقد عرف البنك على أنه اصطلاح أوروبي أعجمي وليس عربيًّا، مأخوذ من كلمة بانكو "banko" الإيطالية، تعني الكلمة في الأصل الطاولة أو المنضدة.



وأشار إلى أن الصيارفة كانوا قديمًا يجلسون في الموانئ والأماكن العامة وبحوزتهم النقود يتم وضعها على مثل هذا النوع من الطاولات التي تسمى بانكو؛ لممارسة أعمالهم المصرفية المختلفة، وتطور الأمر فيما بعد حتى أصبحت كلمة بنك تستخدم للمصارف المالية أو التجارية التي تمارس مختلف الأنشطة في وقتنا الحاضر.



المعنى الآخر لمعنى بنك: هو المحل أو الدكان الذي يقع على واجهتين، وهو من مصطلحات أهل جدة التاريخية المتداولة قديمًا كمحل الخواجة يني "المخزن اليوناني"؛ حيث كان يعرف بينهم ببنك الخواجة يني، وقد أرخ الأديب أحمد صادق دياب الخواجة يني خلال فترة إقامته في مدينة جُدة بتأليف روايته "الخواجة يني".



ويأتي معناها أيضًا المصطبة، وهي المجلس المرتفع كما تقول معاجم اللغة.



تعريف بنكية الباعة الجائلين: هي عبارة عن حامل أو قاعدة مصنوعة من جريد النخل على شكل دائري أو شكل دائري مخروطي ذي ارتفاع معين يتناسب مع طول البائع وعرضه للمنتجات التي يحملها، يشبه بعضها برميل الماء الدائري الشكل ولكنها خفيفة الوزن، وقوية في نفس الوقت تتحمل ما يحمله البائع المتجول في دواره.



أما الدوار فهو عبارة عن قطعة خشبية دائرية الشكل أيضًا، نصف قطرها ما بين الـ٦٠ والـ٧٠ سم، بعضها لها تقسيم داخلي لوضع كل نوع منتجات البائع الجائل مع بعضه البعض، ولها حواف مرتفعة قليلًا تمنع تساقط السلع منه، وبعضها غير مقسم كدوار بايع زبادي اللبن على سبيل المثال.

طريقة حمل البنكية والدوار:

يضع البائع المتجول على رأسه قطعة قماش أو عمامة تكون ملفوفة بطريقة جيدة، دائرية الشكل وقوية، ثم يحمل عليها الدوار والبنيكة تكون خلف ظهره حتى يصل المكان المقصود للبيع، ويساعده أحد الأشخاص الموجودين حوله في عملية رفع الدوار على الرأس أو إنزاله على "البنيكة".



وقال: تجد بائع الفول والترمس يحمل البنكية على كتفه والدوار على رأسه ويقول: فول على ترمس النافع الله يا حلبه.

أما بائع حمام البر والبعض يقول له دجاج البر ينادي فيقول: حمام البر مقلي يا ولد، هذا وز ومقرمش يا حمام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org