"التعليم السعودي".. رحلة تنافسية لبناء الأجيال منذ التأسيس وحتى الرؤية

منعطفات تاريخية وتحديات كبرى استطاعت الدولة التغلب عليها
"التعليم السعودي".. رحلة تنافسية لبناء الأجيال منذ التأسيس وحتى الرؤية

شهدت رحلة التعليم في المملكة مراحل عدة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود قبل أكثر من ثلاثة قرون وحتى يومنا الحاضر، وبرز خلال هذه الرحلة منعطفات تاريخية وتحديات كبرى استطاعت الدولة التغلب عليها؛ حتى وصل التعليم اليوم -وبفضل الدعم المتواصل واللا محدود من القيادة الرشيدة أيدها الله- إلى أن يكون أنموذجًا عالميًّا في الانتصار على كل التحديات، ومنافسة الأنظمة التعليمية العالمية في بناء أجيال واعدة للمستقبل وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وساهمت وزارة التعليم في تحقيق رؤية 2030 وبناء الإنسان من خلال تطوير منظومة التعليم والتعلم، والتطوير الشامل لبرامجها وخططها، واستراتيجياتها المرتبطة بنواتج التعلم، كذلك تطوير المناهج والخطط الدراسية لتتواكب مع الثورة الصناعية الرابعة وتحديات المستقبل، وخفض نسبة الأمية في المملكة إلى 3.7٪ خلال عام 2021، والاهتمام الكبير بالابتعاث، وحوكمة إجراءاته، وتطوير أدواته لخدمة الطلبة المبتعثين.

وتمكنت وزارة التعليم من بناء منظومة تعليمية إلكترونية متكاملة خلال جائحة كورونا من خلال منصة "مدرستي" ومنصة وتطبيق الروضة الافتراضية، إلى جانب 24 قناة تعليمية تبث المواد فضائيًّا وعبر اليوتيوب؛ فيما استأنفت الدراسة الحضورية خلال العام الدراسي الحالي وطبقت كل الإجراءات الصحية المعتمدة، كما عززت الوزارة تواجد جامعات المملكة على خارطة المنافسات العالمية، ووضعت البحث العلمي في الصدارة العربية، وكذلك تم دعم خطط واستراتيجيات تنمية القدرات البشرية، وتطوير المعلمين والمعلمات وتأهيلهم المهني لمواكبة هذه المرحلة فكريًّا ومعرفيًّا.

وشهدت الدولة السعودية الأولى والثانية بدايات انتشار جلسات تحصيل العلم في الكتاتيب والحلقات التعليمية في المساجد والمكتبات الخاصة، والتي كان يتم فيها تدريس كافة مناحي علوم الدين والحياة من خلال الشيوخ والعلماء.

كما بدأت الرحلة التعليمية في الدولة السعودية الثالثة مقتصرة على علوم الدين واللغة العربية، وظل التعليم التقليدي غير النظامي سائدًا في تلك الفترة، وارتكزت على الانتشار وتطوير التعليم حسب الإمكانات المتاحة في البدايات في المرحلة الأولى بإقرار التعليم النظامي، وإنشاء مديرية المعارف، بعده تم تأسيس مجلس للمعارف، وإنشاء المعهد العلمي السعودي، ومدرسة تحضير البعثات.

وبرزت ملامح تطوير التعليم في الدولة السعودية الثالثة في المرحلة الثانية التي ارتكزت على الجودة من خلال تأسيس وزارة المعارف، والتوسع في التعليم ووضع الأسس التشريعية والفنية له، وتطبيق أول منهج سعودي وُضع خصيصًا للمدارس، وكذلك إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، إضافة إلى صدور وثيقة "سياسة التعليم في المملكة"، وتشكيل لجنة عليا لتخطيط وتطوير المناهج الدراسية برئاسة وزير المعارف؛ فيما تبلورت النقلة الحقيقية للتعليم وتجويده خلال مرحلة التطوير بعد دمج المعارف مع رئاسة تعليم البنات تحت مسمى وزارة التربية والتعليم، ودمج وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي تحت مسمى وزارة التعليم.

ولا يزال التعليم في المملكة يحظى بالدعم والاهتمام من قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله- لإعداد جيل ينافس عالميًّا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org