"التوأم السام والعملاق الغازي" يقترنان ظاهريًا في حدثٍ فلكي نادر ومميز.. فجر الأحد
ينتظر هواة الفلك حول العالم، الاقتران الفلكي المميز والنادر بين كوكبي الزهرة والمشتري، وذلك في فجر يوم الأحد 1 مايو 2022.
وأوضح لـ"سبق" الدكتور شرف السفياني، رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك، أن كوكب المشتري يتحرك الأيام الحالية باتجاه الزهرة ليلتقي بها فجر الأحد بحيث يبدو أنهما يندمجان في كتلةٍ واحدة أكثر لمعانًا من كوكب الزهرة.
وأكد أن الحدث سيكون مُشاهدًا بالعين المجردة، وسيتمكن من لديهم تلسكوبات أو مناظير ثنائية العينية بالتمييز بين الجرمين، والذي سيكون الفاصل بينهما 0.16 من الدرجة، كاد يكون احتجابًا بين الجرمين.
وقال الفلكي "السفياني": "كل هذا المشهد هو ما يراه الراصد من على الأرض، بينما الحقيقة أن الكوكبين يبعدان عن بعضهما بعضًا ملايين الكيلو مترات، وتحديدًا 690 مليون كيلومتر".
وبسؤالنا له: كيف نُشاهد الحدث؟ قال: "أولئك الذين يراقبون السماء وحركة الكواكب خلال الشهر الماضي، فهم بلا شك يعرفون موعد الحدث، أما بالنسبة للأشخاص الذين لا خبرة لديهم فنقول: الحدث سيكون مُشاهدًا في ساعات الصباح الأولى من أذان الفجر تقريبًا وحتى شروق الشمس من جهة الشرق. وخلال هذه الفترة الزمنية إذا نظرت إلى الشرق سوف تُشاهد كتلة مضيئة واضحة هي في الحقيقة تجمع كوكب الزهرة، ألمع كواكب نظامنا الشمسي، وملتصق بها تقريبًا كوكب المشتري عملاق نظامنا الشمسي. إذن لدينا اقتران كوكبين، كل واحد منهما يحمل صفة مميزة له".
وأضاف: "كوكب الزهرة وهو كوكب صخري داخلي ألمع كواكب نظامنا الشمسي، ويطلق عليه (توأم الأرض السام)؛ نظرًا لأنه متشابه نوعًا ما في الحجم والكثافة، وكوكب الزهرة له غلاف جوي سميك وسام مليء بثاني أكسيد الكربون، وهو محاط دائمًا بسحُب سميكة صفراء من حامض الكبريتيك رائحتها مثل البيض الفاسد، وتحبس الحرارة؛ مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري بشكلٍ كبير".
وتابع: "إنه الكوكب الأكثر سخونة في نظامنا الشمسي، على الرغم من أن عطارد أقرب إلى الشمس، حيث تبلغ درجات حرارة سطح كوكب الزهرة نحو 475 درجة مئوية، وهي ساخنة بدرجة كافية لإذابة الرصاص، وسطحه صدئ اللون، وتتخلله جبال متصدعة وآلاف البراكين الكبيرة، حيث يعتقد العلماء أنه من الممكن أن بعض البراكين لا تزال نشطة".
وأشار رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق لعلوم الفلك إلى أن كوكب الزهرة لديه ضغط هواء ساحق على سطحه أكثر من 90 مرة من ضغط الأرض، ومشابه للضغط الذي ستواجهه على بعد كيلو ونصف الكيلو تحت المحيط على الأرض.
ولفت إلى أن كوكب الزهرة يدور ببطء شديد حول محوره، واليوم عليه يعادل 243 يومًا على الأرض، ويدور الكوكب حول الشمس أسرع من الأرض؛ لذا فإن سنة واحدة على كوكب الزهرة تستغرق نحو 225 يومًا من أيام الأرض، مما يجعل يوم كوكب الزهرة (يومه أطول من عامه)، وتدور الزهرة للخلف على محورها مقارنةً بمعظم الكواكب في نظامنا الشمسي، وهذا يعني أن الشمس تشرق من الغرب وتغرب في الشرق، عكس ما نراه على الأرض، أما المشتري فهو كوكب غازي، وهو أكبر كواكب نظامنا الشمسي، ويعادل حجمه تقريبًا حجم كوكب الأرض بنحو 1300 كرة أرضية، فإذا كانت الأرض بحجم حبة عنب فسيكون كوكب المشتري بحجم كرة السلة".
وبين الفلكي "السفياني" أن كوكب المشتري يتمتع بأقصر يوم في نظامنا الشمسي، حيث إنه يدور حول محوره مرةً واحدة كل 9 ساعات و55 دقيقة، وهو عملاق غازي يتكون غلافه الجوي في الغالب من الهيدروجين (H 2) والهيليوم (He)، مضيفًا: "يتبع للمشتري 79 قمرًا تدور حوله، ومن عجائبه البقعة الحمراء العظيمة، وهي عاصفة عملاقة يبلغ حجمها ضعف حجم الأرض، ومستمرة منذ أكثر من قرن".
وختم حديثه قائلاً: "تبقى هذه الظاهرة فرصة للتدبر والتأمل في عظيم خلق الله، وهي أيضًا فرصة لهواة الفلك والمهتمين بعلم الكونيات أن يتعرفوا على هذين الكوكبين بطريقةٍ سهلة وميسرة".