يحتفل المجتمع الدولي يوم غدٍ 20 يونيو 2022م باليوم العالمي للاجئين؛ من أجل تكثيف التوعية بأهمية اتخاذ إجراءات حاسمة لتوفير الحماية اللازمة لأولئك الفارين من الحرب والصراعات المسلحة؛ وتذكير الجهات المختصة بمعاناتهم وما يواجهونه من صعوبات وتحديات إنسانية في رحلة اللجوء المحفوف بالمخاطر.
وتفصيلاً، أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ أهمية هذه التظاهرة الدولية في تذكير المجتمع الدولي بمعاناة اللاجئين على مستوى العالم، مذكراً باستمرار قضية اللجوء الفلسطينية منذ العام 1948، والتي تعتبر من أقدم الشعوب التي عانت ولا زالت تعاني من اللجوء، دونما التوصل لأي حل بشأنها، رغم عشرات القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 194، والتي أكدت على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها، بفعل جرائم التهجير المنظمة والممنهجة والتي لا تزال مستمرة، ونجم عنها تشريد وتشتيت الشعب الفلسطيني في أصقاع العالم.
واعتبر "التويجري" هذه التظاهرة الدولية سانحة لإبراز قوة الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من أوطانهم بفعل الصراعات المسلحة، وحشد التعاطف الدولي معهم وإدراك معاناتهم الإنسانية، والعمل مع مختلف الجهات المختصة لإبراز همومهم وقضاياهم، وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم، وتسليط الضوء على حقوقهم وتأمين احتياجاتهم.
وقال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر: من حق اللاجئين التمتع على قدر المساواة مع غيرهم بحماية جميع حقوق الإنسان المكفولة لهم، وتلبية حقوقهم الواردة في اتفاقية عام 1951 ومنها الحصول ما يُمنح في مجال الإغاثة والمساعدة العامة، وحظر الطرد إلا تطبيقاً لقرار متخذ وفقاً للأصول الإجرائية التي ينص عليها القانون، على أن يُتاح لهم حق الاعتراض وممارسة الطقوس الدينية والتقاضي الحر أمام المحاكم وحرية التنقل والحق في الحصول على بطاقات الهوية ووثائق السفر، وأن لا تفرض الدول عليهم عقوبات جزائية بسبب دخولهم إقليمها أو وجودهم فيه دون إذن، والحق في العمل إضافة لتلبية الحقوق التي تضمنتها الأهداف الإنمائية للألفية ومنها القضاء على الفقر، والحد من تقليل الوفيات بين الأطفال.
ولفت "التويجري" إلى أن عدم الاهتمام بتحقيق تلك الأهداف سيؤدي إلى تدهور الجهود المقدمة للاجئين بدءاً من نوعية الحياة وحتى مستقبل التعليم، وعبّر عن قلقه إزاء الوضع الحالي للاجئين، وشدّد على أهمية تعزيز الحراك الدولي الفاعل لإنهاء أسباب اللجوء وذلك بالعمل على إرساء السلام ووضع حد للصراعات المسلحة وكل مسببات المعاناة الإنسانية التي تدفع بالملايين إلى اللجوء، وإنهاء الأسباب التي تؤدي إلى زيادة عدد اللاجئين والنازحين في العالم إلى ما يقارب 80 مليوناً على مستوى العالم 40 % منهم في المنطقة العربية.
وأضاف: تظل قضية اللجوء إحدى أكثر القضايا الدولية ذات التداعيات الإنسانية الخطيرة وترجع في الأساس إلى الصراعات المسلحة والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وغير ذلك من الأسباب التي تدفع بملايين السكان إلى الهروب من بلدانهم بحثاً عن أماكن آمنة يعيشون فيها دون تعرضهم لأي مآس، وقد يواجهون في رحلة اللجوء مخاطر الغرق والنصب من قبل عصابات متخصصة في الاتجار بالبشر، مؤكداً على ضرورة النظر إلى قضية اللاجئين كقضية إنسانية دولية تتطلب تكاتف دول العالم أجمع من أجل تعزيز المشاركة في تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات لهم.
وفي ختام تصريحه، نوه "التويجري" بما يبذله شركاء المنظمة العربية من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى في المجال الإنساني من أجل توفير مواد الإغاثة للأشخاص الذين يحتاجون إليها داخل مناطق الأزمات ومخيمات للاجئين.