حصلت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على الاعتماد المؤسسي غير المشروط من قبل هيئة تقويم التعليم، وذلك لمدة سبع سنوات مقبلة، بعد أن حققت الجامعة أعلى معايير الجدارة والاستحقاق.
وأصبحت بذلك سادس جامعة سعودية تحقق هذا المنجز الذي يعد في طليعة الأهداف الاستراتيجية المهمة للمؤسسات التعليمية.
وأهدى مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي هذا الإنجاز إلى منسوبي الجامعة من أساتذة وطلاب وموظفين وإلى أُسرهم.
وقال: هذا الإنجاز هو نتاج عملهم وإخلاصهم ونقدّر العمل الدؤوب والمهني لعمادة الجودة والاعتماد الأكاديمي بالجامعة التي تمكّنت من تطبيق أعلى معايير الأداء حتى أثمرت جهود الجميع وتحقق الهدف المنشود بحصول الجامعة الإسلامية على الاعتماد المؤسسي.
وأضاف: الجامعة عملت من خلال عمادة الجودة والاعتماد الأكاديمي على هذا الملف بجد وعناية فائقة وكانت رسالتها نشر ثقافة الجودة وبناء أنظمتها وتأهيل الكليات والمعاهد وبرامجها الأكاديمية والعمادات المساندة والإدارات المختلفة لتحقيق متطلبات الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي وفقاً لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي.
وأردف: لقد وضعت الجامعة نصب عينيها رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 حيث تسير بلادنا بخطى واثقة، ودرست الجامعة البرامج الاستراتيجية للتحول الوطني في مجال التعليم ومن ثم وضعنا أهدافاً محددة لمراقبة جودة التعليم والتعلم بما يتوافق مع الرؤية والتحول الوطني؛ وذلك انطلاقاً من رسالة الجامعة واستشعاراً لدورها في خدمة المجتمع المحلي والعالمي.
وتابع: الأهداف تشمل تقديم مؤشرات محددة حتى يمكن مراقبة تحقق الغايات والأهداف ونواتج التعلم بشكل مستمر، ومراجعة مخرجات النظام وقياسها، وكذلك تمكين اللجان من مراقبة جودة بالجامعة، ومراقبة المخرجات التعليمية وتخطيط عملية تحسين التعلم، فضلاً عن توفير مرجع نظامي لمقارنات الأداء بين الأقسام والكليات، وتوفير البيانات والإحصاءات اللازمة لكتابة الدراسة الذاتية وهي المتطلب الرئيس للحصول على الاعتماد المؤسسة والبرامجي.
وقال "المرزوقي": وفرت الجامعة أدلة مادية مباشرة للتحقق من الأداء العام مثل التحقق من أن كل عضو هيئة تدريس قام بتقديم محاضراته وأداء واجباته التدريسية وفق النظام المتفق عليه.
وأضاف: الجامعة اعتمدت الهيكل التنظيمي الجديد الذي يأتي في إطار عملية التطوير الإداري التي تشهدها قطاعات الجامعة، بهدف الارتقاء بالأداء وتحسين بيئتي العمل الأكاديمية والإدارية.
وأردف: تسهم الهيكلة في تعزيز الاستدامة وزيادة كفاءة الموارد، بالإضافة إلى ضبط العمل وتحقيق تكامله وتجانسه وضمان إنجاز الأعمال بسرعة ودقة.
وتابع: تم استحداث إدارات جديدة تدعم تحسين الأداء هي: مكتب التحول الوطني الذي يتولى الإشراف على مبادرات البرنامج الوطني وإعداد الخطط وقياس الأداء وإدارة المشروعات، وإدارة قطاع الأعمال التي تضم أربع وحدات تختص بالاستثمارات والأوقاف والمؤسسات المانحة وريادة الأعمال وذلك لتعزيز الموارد المالية الذاتية للجامعة والمساهمة في دعم الأنشطة والأبحاث والتطوير ودعم العلاقة بين الجامعة والمجتمع.
جدير بالذكر أن أن ضمان جودة التعليم وثقافة الاعتماد أصبحت ضرورة منتشرة عبر أنحاء العالم ويتضح ذلك عمليا من الشبكة الدولية لهيئات جودة التعليم واعتماد مؤسسات التعليم العالي والتي بدأت عملها عام 1991م بـ 8 أعضاء فقط، ووصل عدد أعضائها من هيئات ضمان الجودة حتى الآن إلى 200 عضو منها الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي في المملكة العربية السعودية.
ويعتبر نظام متابعة ومراقبة جودة عمليات التعلم والتعليم من أولويات أهداف الجامعات، وهو نظام دولي تطبقه كبريات الجامعات الدولية ومنها على سبيل المثال جامعة فلوريدا وجامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد حصلت ست جامعات سعودية فقط حتى الآن على الاعتماد المؤسسي هي جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز و جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة القصيم، وجامعة الدمام وأخيرا الجامعة الإسلامية التي تمكّنت من خلال عمادة الجودة والاعتماد الأكاديمي فيها من الحصول على الاعتماد "غير المشروط" ومن أول مرة.
وتسعى بقية الجامعات السعودية إلى تحقيق هذا المنجز لعوائده المباشرة على الجامعة وأساتذتها وطلابها وموظفيها ومن ذلك تعزيز سمعة الجامعة على المستويين المحلي والعالمي، وتعزيز ثقة الدولة والمجتمع في برامج وأنشطة الجامعة والخدمات التي تقدمها نظرا لصرامة المعايير التي تؤهل للحصول على الاعتماد.
وتتضمن الثمار نشر قيم الإيجابية ونبذ الاتجاهات السلبية في الجامعة، وتحديد نقاط القوة وتعزيزها ونقاط الضعف وعلاجها، وزيادة الإقبال على الالتحاق بالجامعة الحاصلة على الاعتماد لتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات المعتمدة أكثر من غيرهم سواء في بلدهم أم في الخارج.
ويخدم الاعتماد أعضاء هيئة التدريس من حيث توفير متطلبات النمو الأكاديمي، وتعزيز سمعتهم، وتنمية مهاراتهم في صياغة نواتج التعلم للمقررات وتنويع طرائق التدريس وتنمية الجوانب الأكاديمية.
ويساعد الاعتماد أيضاً على زيادة موارد الجامعة الذاتية لما تقدمه من أنشطة مختلفة، وترسيخ مبدأ المحاسبة والشفافية والمساءلة الذاتية والجماعية في عمل المؤسسة مما يؤدي إلى التحسين المستمر في كل أعمال الجامعة.