الجنادرية.. تعرف على مسن جازان الذي خطفه البحر 40 عاماً من زوجته وأبنائه

يحرص الكثير من الزوار على التقاط الصور له للذكرى
الجنادرية.. تعرف على مسن جازان الذي خطفه البحر 40 عاماً من زوجته وأبنائه
تم النشر في

تصوير - عبدالملك سرور: في ركن من أركان البيت "الفرساني" بقرية جازان التراثية المشاركة في مهرجان "الجنادرية 31" يقبع العم عبده سهيل "60 عاماً" تحت مظلته المغشية بسعف "النخل" تحيط به رفيقات دربه وقوت أبنائه الوحيدة في الماضي "المحارات" التي تحكي قصته مع هيجان أمواج البحر المتلاطمة، حيث يحرص الكثير من الزوار على التقاط الصور له للذكرى لتمثيله حقبة من زمن الأجداد الجميل ببساطة أهله وقساوة "عيشه".

يقول العم عبده لـ"سبق" بأنه بدأ الغوص في أعماق البحار لصيد المحار في سن مبكرة، منذ أن كان شاباً، موضحاً أنَّه قضى 40 عاماً في هذه المهنة الخطرة التي تحتاج إلى جهد كبير ومهارة عالية في التعامل مع أمواج البحر التي قد تكون النهاية المحتومة لأي صياد لا يجيد فن التعامل معها.

وبيَّن أنَّ رحلة الصيد كانت تعتمد على أدوات بدائية للبقاء على قيد الحياة والبعض من الصيادين لا يستخدمها من أصحاب النفس العميق، ومنها "المشابك" التي توضع على الأنف لمنع دخول مياه البحر إلى مجرى التنفس أثناء الغوص بحثاً عن لقمة العيش. لافتاً بأنه كان يقضي أشهراً طويلة في عرض البحر تصل إلى 6 أشهر متواصلة معرضاً للأمواج العاتية والحيتان القاتلة والظلام الدامس والتوهان بعيداً عن أبنائه وزوجته دون وسيلة اتصال، وكل ما يعرفه عنهم أو يعرفون عنه هو ما يتناقله "الصيادون".

وواصل العم "عبده" سرد قصصه مع البحر قائلاً بأنه كان يغوص إلى أعماق بعيدة في سبيل اصطياد "المحار" لاستخراج مادة "الظفر" لبيعها على التجار، حيث كانت تستخدم من قبل النساء لتزيين شعورهن، مشيراً إلى أنَّ خيرات "البحر" أنجبت له 9 من الأبناء "بنتان و7 ذكور".

وبيَّن أنَّ الصيادين كانوا يتوجهون إلى البحر في مجموعات على قوارب من الخشب وهم يرددون الأهازيج والأغاني للترويح على النفس، ولنسيان التعب، لافتاً إلى أنَّ البعض منهم فقد حياته في مهنة المشاق "صيد المحار".

ولم تتوقف مهارات العم عبده عند الغوص فحسب، بل إنه يصنع بعض أدوات الصيد وتعريف زوَّار مهرجان الجنادرية بطريقة استخدامها ومسمياتها لترسيخ موروث الأجداد لدى جيل اليوم.

وقال إنَّ مهنة صيد المحار و"اللؤلؤ" لم تعد كما كانت، موضحاً أنَّها بدأت في الاندثار، والسبب يعود في ذلك لتغير الزمن والنهضة التي نشهدها والعيش الرغد، مشيراً إلى أنَّ الأمر اقتصر في السنوات الأخيرة على المشاركات في المهرجانات والمسابقات المحلية والخارجية، لافتاً بأنه استطاع تحقيق المركز الأول في إحدى البطولات التي أقيمت في قطر.

وبيَّن أنَّ مهرجان "الجنادرية" فرصة كبيرة وسانحة للشباب للتعرف على ماضي الأجداد والالتقاء بنماذج منهم على الواقع.

تجدر الإشارة إلى أنَّ فعاليات مهرجان الجنادرية31 التي انطلقت الأسبوع قبل الماضي تستمر حتى الجمعة المقبلة، حيث خصصت منذ يوم الاثنين الماضي للعائلات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org