لكل عمل وإنجاز جنوده المجهولون، مَن يقفوا خلف الستار أو وراء الكواليس بعيدًا عن الأضواء؛ ليسطّروا مع الأبطال على المسرح مشهد الختام والإنجاز. هذا الأمر ينطبق أيضًا على الإنجاز السعودي في مسابقة معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 22"، الذي أُقيم في الولايات المتحدة، وتوَّج فيه الفريق السعودي مجهوداته بالتتويج بـ22 جائزة.
فقد كان خلف الفريق المتوَّج بـ22 جائزة جنود ساعدوهم على اعتلاء منصات التتويج. ومن بين هؤلاء طالبة الماجستير في الولايات المتحدة هيلة واصل المجحد، التي شاركت كمتطوعة لخدمة الفريق السعودي في المعرض الدولي؛ إذ سارعت إلى التطوع فور علمها بحاجة وفد السعودية إلى متطوعين.
تقول هيلة لـ"سبق" حول مشاركتها: "عملت كمتطوعة تابعة لمنظمة (سعوديون في أمريكا) تحت إشراف الدكتور حسن المخرق والدكتورة نورة الحربي. وقد وصلني رابط خبر إقامة مسابقة آيسف 2022 في أتلانتا، وأن الوفد بحاجة لمتطوعين لمساعدة الوفد السعودي في أيام وجودهم في أتلانتا. وهذه كانت التجربة الأولى لعملي عن قرب مع فريق موهبة".
وتضيف حول كواليس المشاركة السعودية الناجحة: "كانت تجربة جميلة ومليئة بالموهبة والإبداع.. فقد كانت جهود الدكاترة والمشرفين والطلاب عظيمة جدًّا؛ فقد رأيت جهودًا عظيمة لدعم الطلاب علميًّا ومعنويًّا".
وتلفت الشابة السعودية إلى أن جهودها مع الفريق المكون من الطلاب والمشرفين منذ بداية وصولهم إلى الولايات المتحدة تخللها عدد من المهام.. وتقول: "التطوع كان له مهام كثيرة لي ولإخواني المتطوعين. ومشاركاتي كانت متنوعة، ومن ضمنها وجودي في المنطقة المخصصة لـ(موهبة) بالمعرض لتعريف جميع زائري المعرض بالمؤسسة، وبوجود طلاب موهبة السابقين، ومن ضمنهم المبتعث عبدالعزيز ميمش الذي تحدث عن تجربته لكل من زار المنطقة المخصصة؛ إذ زارنا أكثر من 400 خلال يومَي المعرض".
وعن مشاهداتها للمعرض، ومشاهداتها لمجهودات الفريق السعودي عن قرب، تقول: "آخر أيام التدريب كانت الجهود مكثفة بشكل عظيم، على الرغم من قوة التدريب الذي خضع له الطلاب، والتوتر الذي رافق كل شخص، سواء طالبًا، أو مشرفًا، أو متطوعين، إلا أنني كنت على ثقة بأن النتائج ستكون مبهرة؛ لأن هذا طبع كل مواطن سعودي".
وتشير "هيلة" إلى أن كلمة الأمين العام لموهبة، الدكتور سعود المتحمي، لامست مشاعر الجميع، ودفعتهم بقوة حينما قال: "أنا كلي ثقة بأن هذه السنة سوف نحصد رقمًا قياسيًّا في آيسف"، وهو ما حدث بالفعل.
ولم يقتصر الإنجاز السعودي الكبير على المشاركة الطلابية، بل شمل أيضًا مشاركة مُحكّمين ضمن فريق التحكيم الدولي؛ فقد جاءت مشاركة طالب الدكتوراه في هندسة علوم المواد في جامعة تاسكيجي بولاية ألاباما، أحمد علي الهلال، لتضيف قيمة جديدة للإنجاز الشامل.
يقول "الهلال" لـ"سبق" عن كيفية مشاركته في المعرض ضمن لجنة التحكيم: "جاءت الفرصة عن طريق أحد الزملاء الذي شاركنا إعلان المعرض في مجموعة تواصل لرؤساء الأندية الطلابية في أمريكا، وكان موضوع الإعلان طلب مُحكّمين يشاركون في المؤتمر، وعلى الفور دخلت على الرابط، وسجلت اسمي من ضمن المُحكّمين في مجال علوم المواد".
ويضيف: "بعد قبولي عرضت المنظمة علينا نسخة من أعمال الطلبة المشاركين؛ لكي نقرأ البحوث، ونجهز الأسئلة لمناقشة الطالب في مجاله. كل حكم مشارك كان عنده تحكيم لـ18 أو 20 مشاركًا مختلفًا من دولة أخرى، ومن ضمن الـ18 مشاركًا حكمت لخمسة مشاركين سعوديين".
ولا يُخفي "الهلال" سعادته عندما قرأ أبحاث الطلاب السعوديين، وانبهاره بعمق الأبحاث وريادتها.. وهنا يقول: "كنت فخورًا جدًّا لمَّا قرأت بحوث الطلبة المشاركين السعوديين. بصراحة كانت بحوثًا بدرجة الدكتوراه أو أعلى. شخصيًّا كحكم لجنة فوجئت وانبهرت بإعجاب بطريقة سرد الطالب/ ة السعودي/ ة للبحث. وفي نظري، هؤلاء الطلبة يجب أن يطلق عليهم اسم علماء أو نوابغ الوطن".
ويلفت الشاب السعودي إلى انبهار المُحكّمين الأجانب بتجاوب الطلاب السعوديين أثناء مناقشتهم في الأبحاث، وبما قدموه من أبحاث ترتقي لدرجة الدكتوراه.. ويقول: "عندما انتهينا من التحكيم اجتمعنا كحكام لجنة في قاعة مغلقة للحديث عن أعمال الطلبة المشاركين. وبشهادة الحكام، ومن ضمنهم أكثر من بروفيسور مشارك من جامعة جورجيا تك، شهدوا بأن أبحاث الطلبة السعوديين أبحاث في درجة الدكتوراه، وكانوا منبهرين من تجاوب الطلبة السعوديين، ومجاراتهم المُحكّمين في النقاش.. فكما قال سعادة الدكتور سعود المتحمي: (نحن لم نأتِ لمزاحمة الكبار.. نحن هم الكبار). وفعلاً، الفريق السعودي الدولي أثبت أنه من الكبار، والقادم أفضل وأكبر إن شاء الله".