كشف زياد الجهني، محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية، عن معدلات الهطول التقريبية، وكمية الأمطار الساقطة على السعودية خلال تأثير الحالة الممطرة "جود"، التي بدأت منذ منتصف الأسبوع الماضي، واستمرت لنهايته، وتركزت قوتها على المنطقة الجنوبية الغربية "الباحة وعسير"، والمنطقة الوسطى عامة، وكذلك المنطقة الشرقية، وخلفت وراءها سيولاً، وأغلقت الأنفاق والطرق.
وأشار الجهني إلى أن ما خلفته الحالة الممطرة "جود" من سيول لم يكن أمرًا مستغربًا، بل كانت النماذج المناخية عالية الدقة، وترصد العناصر المثالية حول المناطق التي تضررت من الأمطار السيول، وتم التنبيه بذلك قبل وقوعه. ومع غزارة الأمطار واستمرارية الهطول لساعات بل أيام في بعض المناطق لم تتحملها قنوات التصريف؛ ففاضت الشوارع بمياه السيول والأمطار.
وأضاف الجهني: الأرقام التقريبية التي رصدتها الأقمار الصناعية الخاصة بمتابعة حركة السحب وكثافتها تشير إلى أمطار غزيرة جدًّا لمدة خمسة أيام بمعدلات مختلفة، استقبلتها منطقة عسير "أبها" والمنطقة الشرقية "الخبر والدمام" ومنطقة الرياض "الخرج والدلم"، بمعدلات تجاوزت 70 مل، واقتربت من 100 مل، بينما الباحة ومناطق عسير الأخرى والمنطقة الوسطى عمومًا، خاصة غربها باتجاه "عفيف، الدوادمي والبجادية" وما حولها، كذلك شمال الشرقية باتجاه "الجبيل"، كانت متوسطة إلى غزيرة في مجملها، حول 30 مل. وكانت الأقمار الصناعية تظهر تتابع ونشاط السحب السيلية جنوب الرياض وغرب الشرقية طيلة الفترة المسائية "2 ظهرًا - 11 مساء" ليوم الخميس.
وأشار الجهني إلى أن تحديثات الوكالات العالمية بالنسبة للفترة القادمة تشير إلى استمرارية مثل هذه الحالات الممطرة الغزيرة، خاصة مناطق القصيم والرياض والشرقية والمرتفعات الجنوبية الغربية، وما وقع شرقها باتجاه بيشة وتربة والدواسر وعفيف ودول الخليج، خاصة مع عودة احترار شرق المحيط الهادئ "ظاهرة النينيو". فبعد دراسة لأرشيف المنطقة في سنوات نينيو شرق المحيط نجد تلك المناطق تميزت بربيع جيد. وتشير التوقعات الآنية إلى تلاشي ظاهرة اللانينيا خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وبداية جديدة لظاهرة النينيو والاحترار من جديد في المنطقة 3/ 3-4/ 4 من المحيط الهادئ، ومعها تتحسن الفرص لحالات ممطرة متتابعة مثلما حصل الموسم الماضي - بمشيئة الله -.