"الحسينية" يفتح أبوابه للأمير محمد بن سلمان.. تاريخ عريق لفخامة القصور الملكية الأردنية

"الحسينية" يفتح أبوابه للأمير محمد بن سلمان.. تاريخ عريق لفخامة القصور الملكية الأردنية

في السماء طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، وعلى الأرض استقبال رسمي وموسيقى ملكية ومدفعية تطلق 21 دانة احتفاءً بولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، قبل أن يفتح قصر الحسينية أبوابه للضيف المميز في بلده الثاني.. فما قصة القصور الملكية الأردنية؟

يعدّ الأردن واحدًا من البلدان القليلة التي تحتضن مجموعة مميزة للغاية من القصور الملكية، وهنا يمكن الإشارة إلى 10 قصور ملكية تجسد حقبًا تاريخية مهمة في تاريخ إمارة شرق الأردن، ومن ثم المملكة الأردنية الهاشمية، والملوك الهاشميين.

ولعل قائمة القصور الملكية الأردنية تضم قصور: "الملك المؤسس في معان، المُصلى، بسمان، الحسينية، رغدان، زهران، الندوة، المأوى، الصغير، بيت الشريف الحسين بن علي في العقبة".

هنا "الحسينية"

على بقعة مميزة، غرب العاصمة الأردنية عمان، وقبل 18 عامًا جرى تشييد قصر الحسينية، وتحديدًا في العام 2006؛ حيث يوجد بجوار مسجد الملك الباني الحسين بن طلال، وحدائق الحسين ومتحفي السيارات الملكي والأطفال.

تحفة معمارية فتحت أبوابها للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ إذ جرى تشييدها على التراث المعماري العربي الإسلامي، المتمثل في الأقواس والزخارف على الجدران والأبواب، مع بساطة التصميم الداخلي وروعته.

ويستمد قصر الحسينية اسمه من وجوده بجوار مسجد الملك الحسين بن طلال، كما يتضمّن مكتبي رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس التشريفات الملكية، وكذلك القاعات التي تجري فيها المباحثات الثنائية والموسعة خلال زيارات الضيوف الرسميين للمملكة.

ويشمل القصر قاعة للطعام وأخرى للاحتفالات الكبرى، وساحة للمراسم الخارجية يتم فيها استقبال ملوك الدول ورؤسائها، وتقع في المساحة الفاصلة بين القصر ومسجد الملك الحسين.

تحف معمارية

أما باقي قائمة التحف المعمارية الخاصة بالقصور، فتشمل كذلك قصر المُصلى في الشونة الجنوبية؛ حيث كان يضم بيت استراحة شتوية للملك عبدالله الأول وفيه أقيمت جلسات متتالية للأدباء والشعراء وأصحاب الفكر والرأي.

وسر تسميته بـ"المصلى"، فتعود إلى أن صلاة العصر أو المغرب كانت تقام فيه دائمًا بعد عودة الملك عبدالله الأول من القدس الشريف التي كان يحرص على أداء صلاة الجمعة فيها.

ولا يبعد قصر المصلى عن القدس الشريف سوى 50 كيلومترًا، ومن هذا القصر أيضًا تم وداع الملك عبدالله الأول للقوات الأردنية ليلة 15 مايو 1948.

وهناك أيضًا قصر رغدان ويصفه الأردنيون بأنه "البيت الهاشمي الأول فوق ذرى عمان"، وفيه كانت مركز القيادة، وعنوان الحكم، ودار الشعب، وبيت الأمة.

وإلى الجهة الشرقية من قصر رغدان، يقع قصر بسمان الذي أنشئ في عام 1950، وأصبح مقرًا للديوان الملكي الهاشمي، ليضم مكاتب الملك والأمراء ورئاسة الديوان الملكي.

في حين أن تسميته "بسمان"، ويقف وراءها الملك المؤسس عبدالله الأول من البسمة والسرور (على وزن رغدان)، وجرت توسيعات مختلفة عليه، وكان بناؤه على مرحلتين، ويجمع تصميمه بين فنون العمارة الإسلامية والتراث العربي الأصيل ومواصفات العمارة الحديثة.

وتعرضت الأجزاء الخلفية لقصر بسمان (المطلة على مطار ماركا) للقصف أثناء الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، ثم أعيد إعماره على صورته الأصلية.

ثم يأتي قصر المأوى مستمدًا اسمه من الكرم والجود والرعاية، وهو من أحدث القصور الملكية ويقع فوق مرتفع رغدان، ويعود بناؤه إلى أوائل السبعينات.

وفي البداية استخدم منزلاً لفترة من الوقت، ثم أصبح مكاتب لعدد من أصحاب الأمراء، ومع حلول الثمانينات أدخلت زخرفة عربية على النوافذ والأبواب بنمط التراث الشرقي واستخدام الموزاييك الملون الجميل.

الحسينية وبسمان والمُصلى وغيرها من القصور الملكية الأردنية، إنما تعكس فخامة وأصالة المملكة الأردنية الشقيقة التي تعد امتدادًا للتاريخ العربي الطويل الذي خرج من شبه الجزيرة العربية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org