في أكثر من مناسبة كانت كلمات المتحدث الرسمي باسم قوات "تحالف دعم الشرعية في اليمن" العميد الركن تركي المالكي، مباشرة وصريحة، بتأكيده دعم "التحالف" لجميع الجهود السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والمبادرات من جميع الدول للوصول إلى حل سياسي شامل في الأزمة اليمنية بالرجوع إلى المرجعيات الثلاث، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل اليمني.
ويمكن فهم خطوة إعلان التحالف إيقاف العمليات العسكرية خلال الفترة القادمة، وبداية من يوم الأربعاء في هذا السياق، وهو ترك الأمر للحل السياسي الشامل، وإيمان التحالف بضرورة الوصول لحل من الداخل اليمني لتلك الأزمة، ولاسيما أن هذه الخطوة تأتي تزامنًا مع انطلاق المشاورات اليمنية – اليمنية، التي بدأت أمس في الرياض؛ لوضع حل لتلك الأزمة التي طال أمدها، وأبقت اليمن السعيد حزينًا متألمًا.
وترجمت خطوة "التحالف" دعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف بإيقاف العمليات العسكرية، واستجابت لطلبه؛ وذلك لإنجاح المشاورات التي ترعاها الرياض، بتهيئة الظروف الملائمة لها، وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك شهر التسامح والغفران والسلام.
يؤمن التحالف والأطراف الخليجية كافة بأن الحل السياسي للأزمة بيد اليمنيين وحدهم، ويمكن الوصول إليه عن طريق الحوار والتشاور بين جميع الأطراف اليمنية المعنية، وليس الرصاص والبارود؛ لذا جاءت الدعوة من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لعقد المشاورات في مقر الأمانة في الرياض شاملة جميع الأطراف والقوى السياسية والحزبية، بما فيها الحوثيون؛ لوضع حدٍ لمعاناة اليمن وشعبها، كما جاءت استجابة "التحالف" مكملة لتلك الخطوات.
ومنذ الوهلة الأولى كانت الدول الخليجية داعمة لجميع المبادرات الدولية والإقليمية لإيجاد حل سياسي للأزمة منذ اندلاعها عام 2015، ولم تدخر جهدًا لإنجاح الجهود، وذلك بداية من مؤتمر جنيف عام 2015، مرورًا بمؤتمر الكويت عام 2016، واتفاق استكهولم عام 2018، واتفاق الرياض عام 2019، وصولاً إلى المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية عام 2021، فضلاً عن الجهود العمانية لإيجاد حل سياسي للأزمة.
وتتسق المجهودات الخليجية مع الموقف العام بضرورة إنهاء الأزمة عبر الحوار والتشاور بين جميع الأطراف اليمنية، وعبر السلام؛ لوقف معاناة الشعب اليمني، وحقنًا لدمائهم، ومنع انزلاق البلاد إلى الفتنة والفوضى التي لا تبقي ولا تذر.