"الزراعة" تجلب حشرة بفيفاء تتغذى على دم البشر.. "البق الدقيقي" تنتظر المبيد

استهدفت بها القضاء على التين الشوكي فهددت أشجار المنطقة وتواصل شرّها!
"الزراعة" تجلب حشرة بفيفاء تتغذى على دم البشر.. "البق الدقيقي" تنتظر المبيد

فيما طالب أهالي فيفاء وزارة الزراعة، ممثلةً في فرع الوزارة بجازان، بحلول جذرية لمشكلة انتشار التين الشوكي الذي تلبس المدرجات الزراعية والصخرية بجبال فيفاء وتسبب في منع المواشي من الرعي، وتغذى على مياه الأشجار المثمرة، جلب فرع الوزارة حشرة لتقضي على التين الشوكي الذي تأذى منه الأهالي، إلا أن هذه الحشرة هددت أشجار المنطقة بل وتغذت على البشر ودمائهم، وأحدثت أزمة، فيما أكد خبراء أن هذه الحشرة مشكلة كبيرة.

ديمومة الحياة

وتفصيلاً، يعتبر الأهالي هذه الأشجار من الأشجار الخبيثة لدى الأهالي وتعرف بـ"ديمومة الحياة" لاختزانها الماء، ومقاومتها الشديدة للجفاف، حتى إنها بذلك تستطيع النمو على الصخور وفي أماكن قليلة التربة.

دم البشر

ومع استجابة وزارة الزراعة لنداءات الأهالي أرسلت فريقاً من خبراء منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو" لدراسة طبيعة المشكلة عن كثب، وتوصلوا إلى أن مكافحتها ستكون بواسطة حشرة تتغذى على شجرة التين الشوكي وتقلص من انتشاره، إلا أنها سرعان ما تغذت على الشجرة وانتقلت إلى أشجار أخرى ثم إلى دم البشر!

"البق الدقيقي"

وأوضح فريق الخبراء، قبل أكثر من عامين، أن الحشرة سبق وأن تمت تجربتها في كلٍ من أستراليا ودول جنوب أمريكا وجنوب إفريقيا، وأتت بنتائج ناجحة حسب ما أكدوه حينها، وبناءً على ذلك دشن وكيل إمارة جازان السابق عبدالله السويد، حملة مكافحة حيوية لنبات التين الشوكي "البلس"، بحضور وكيل وزارة شؤون الزراعة الدكتور خالد الفهيد، ثم أطلقت بعد ذلك حشرة "البق الدقيقي" التي تتغذى على التين الشوكي، ليبدأ معها مشروع المكافحة.

النتيجة العكسية

وبعد مرور عامين من نشر حشرة "البق الدقيقي" وتغذيها على شجرة التين الشوكي بكثرة وأدت إلى تقلص انتشار الشجرة فعلاً، إلا أن وزارة الزراعة نسيت أن توضح لأهالي فيفاء عن غذائها الآخر بعد انتهاء شجرة التين الشوكي "البلس" وبذلك تكاثرت الحشرة وانتقلت إلى العديد من الأشجار الأخرى مثل القشطة الهندية والمانجو والرمان والبرتقال وغيرها، فضلاً عن انتشارها بين الأهالي؛ حيث أكدوا أنها تقوم بنفس مهام البعوض وتمتص الدماء من جسم الإنسان، في مشهد تخوف من الأهالي عن سرعة انتشارها ومخاطره، إذ إنها تقوم بامتصاص حياة الشجرة حتى الموت وتعيش بين الثمار، غير سامحة للبشر بتناول الفواكه والثمار التي تجنيها مزارعهم.

أثبتت فشلها

وقال المواطن علي الفيفي إن الحشرة التي ظهرت على الأشجار والفواكه في جبال فيفاء لم تظهر إلا بعد إطلاق حشرة "البق الدقيقي" التي أعلنت عنها وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة "الفاو" العالمية وقامت بنشر الحشرة في جبال فيفاء، مؤكداً أن الجهتين سمحتا بنشر هذه الحشرة رغم ما جنته من نتائج عكسية بعدما تغذت على شجرة التين الشوكي "البلس"، مطالباً وزارة الزراعة بإعلان وتوضيح حول القضاء على الحشرة؛ حيث بدأت بأكل الأخضر واليابس، وتخوف الأهالي من قضائها على طبيعة جبال فيفاء الخضراء مستقبلاً.

"الزراعة" تعترف

وكان قد أكد مدير فرع البنك الزراعي بفيفاء المهندس محمد الفيفي، سلفاً، أن الحشرة هي السبب في مرض الفواكه والثمار، مشيراً إلى أنها أصابت العديد من الفواكه مثل الرمان والبرتقال والليمون وغيرها من الفواكه التي تزرع في محافظة فيفاء، مضيفاً أن مكافحتها مبدئياً ستكون بواسطة الرش بالمبيدات الحشرية، إلا أنه حذر من استعماله على الفواكه؛ حيث يؤدي إلى انتقال المبيد من بين الفواكه والثمار إلى البشر بعد تناولها.

تساؤل الخبراء

وتساءل عدد من خبراء الزراعة في المنطقة عن الطريقة العشوائية التي استخدمتها وزارة الزراعة حيال هذه المشكلة؛ حيث قالوا إن من المفترض أن تقوم الوزارة بتجربة الحشرة في محميات خاصة، ثم إعلان نتائج النجاح وأخذ إذن الدولة بنشرها؛ لأن مثل هذه الحشرات قد تبيد البشر قبل النبات وتعتبر خطراً على الدول، وإذا كانت نتائجها فاشلة فلا يُسمح بإطلاقها في أي دولة كانت مهما كانت ناجحة في دول أخرى.

لا لـ"الفاو" والنشر

وطالبوا بعدم الاعتماد على دراسات منظمة الزراعة والأغذية العالمية "الفاو"، في المملكة، ومناشدين المسؤولين في وزارة الزراعة بسرعة مكافحة هذه الحشرة والقضاء عليها وحماية الطبيعة منها بأسرع وقت ممكن، ومؤكدين أنه رغم فشلها إلا أن فرع وزارة الزراعة بجازان ما زال يقوم مؤخراً بنشرها في بقية المحافظات الجبلية مثل بلغازي وغيرها!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org