"الزعتر": زيارة ولي العهد لمصر لبنة جديدة في مسيرة تعزيز العمل العربي المشترك

قال: استثمارات السعودية في مصر تخطت 6 مليارات دولار موزعة على 500 مشروع
الكاتب السياسي خالد الزعتر
الكاتب السياسي خالد الزعتر

أكد الكاتب السياسي خالد الزعتر أن العلاقات السعودية مع مصر تتسم بالاستثنائية؛ إذ استطاعت هذه العلاقة أن تحافظ على ديمومتها، وأن تشكل نموذجًا يُحتذى في مثالية العلاقات المستندة إلى روابط راسخة وعميقة وأخوية متينة، تضرب جذورها في أعماق التاريخ.

لبنة جديدة

وقال "زعتر" لـ"سبق": " زيارة سيدي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر لا شك أنها لبنة جديدة، تُضاف إلى مسيرة تعميق وتوطيد علاقات التعاون المشترك بين البلدين. ولعل وجود مصر في كيان البحر الأحمر الذي أسسته السعودية يعكس تطابق الأهداف بين السعودية ومصر بما يتخطى حدود العلاقات الثنائية إلى أهمية تعزيز الأمن والاستثمار والتنمية لدول حوض البحر الأحمر، وحماية التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية".

وأضاف الكاتب السياسي: "عند النظر إلى الرؤية السعودية ٢٠٣٠ نجدها تعطي أهمية لمسألة العمق العربي والإسلامي، والموقع الاستراتيجي للمملكة بوصفها دولة تربط بين ثلاث قارات، وأكثر الممرات المائية حيوية بالنسبة إلى التجارة الدولية، التي يأتي في القلب منها النظرة المستقبلية لولي العهد بأن تكون منطقة الشرق الأوسط أوروبا الجديدة. وتستمر المبادرات في هذا السياق، منها مبادرة الشرق الأوسط الخضراء؛ وهو ما يعني أن الرؤية السعودية ٢٠٣٠ تعطي وتولي أهمية للمسألة الإقليمية، وأهمية التعاون العربي والإسلامي في المجالات كافة؛ وهو ما يعني أن الرؤية تتخطى الجغرافيا السعودية؛ لتؤثر في المحيط الإقليمي، وهي ترى أهمية تعزيز الاستثمار بين دول الشرق الأوسط في المجالات كافة".

تعزيز العمل العربي المشترك

وأشار زعتر إلى أن زيارة سمو ولي العهد إلى مصر تأتي في هذا السياق لتعزيز العمل العربي المشترك، وبخاصة في المجال الاقتصادي، وأن السعودية برؤية ٢٠٣٠ ومصر برؤية ٢٠٣٠ تتقاطعان في كثير من النقاط لتحقيق نقلة مهمة في المجال الاقتصادي. ولعل وجود مصر شريكة في مشروع نيوم على ساحل البحر الأحمر، الذي ينظر له كأهم المشاريع المستقبلية التي ستحدث طفرة اقتصادية، يعكس مدى عمق ومتانة العلاقة السعودية مع الشقيقة مصر، وبخاصة في المجال الاقتصادي.

وتابع "زعتر": عندما نتحدث عن علاقات السعودية مع مصر فإن هذه العلاقات لا تنحصر على نطاق العلاقات الثنائية، وإنما يمتد تأثيرها على العمل العربي المشترك؛ إذ يعد تعزيز العمل العربي المشترك من مرتكزات السياسة الخارجية لكل من السعودية ومصر، وهو يعطي هذه العلاقات أهمية كبيرة لمسألة تعزيز التعاون داخل النظام الإقليمي العربي؛ ولذلك فإن زيارة سيدي ولي العهد إلى مصر سيكون لها تأثير على الوضع العربي الراهن؛ بما يخدم تطوير العمل العربي المشترك والقضايا العربية، وبما يخدم تثبيت الاستقرار العربي، والحفاظ على الاستقرار والاعتدال داخل النظام الإقليمي العربي.

رؤية 2030 حاضرة

وأكد "زعتر" أن رؤية السعودية ٢٠٣٠ لا شك أنها ستكون حاضرة في زيارة ولي العهد إلى مصر؛ فالإنجازات التي حققتها السعودية خلال فترة زمنية وجيزة في إطار رؤية ٢٠٣٠ في شتى الحقول والميادين رفعت من مستوى الثقة الإقليمية والدولية في الرؤية؛ وبالتالي فإن القدرة السعودية على الحفاظ على قوتها الاقتصادية ومكانتها الفاعلة والمؤثرة في الاقتصاد العالمي رفعت من مستوى الرغبة العربية في الاستثمار؛ وهو ما يعطي للجانب الاقتصادي والاستثماري والتبادل التجاري أهمية كبيرة في علاقات السعودية ومصر.

ثاني أكبر مستثمر في مصر

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعد ثاني أكبر مستثمر في مصر باستثمارات تخطت 6 مليارات دولار موزعة على نحو 500 مشروع، كما أن مصر احتلت المرتبة الثانية في قائمة أكبر الدول التي تم إصدار رخص استثمارية لها بالمملكة العربية السعودية خلال عام 2020 بإجمالي 160 رخصة؛ إذ وصل إجمالي الاستثمارات المصرية في السعودية نحو 1.4 مليار دولار بنهاية عام 2020.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org