"السِّبَح".. معتقد ديني انطلق من المشاعر المقدسة ووصل للعالم.. تعرَّف على تاريخها

"الصوينع": بدأت قبل الحقبة اليونانية على شكل عقود تُلبس.. واقتناها "الملك عبدالعزيز"
دارة الملك عبدالعزيز: للسبحة تاريخ عميق يُرجعه بعض المؤرخين إلى شمال شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من 5 آلاف عام

دارة الملك عبدالعزيز: للسبحة تاريخ عميق يُرجعه بعض المؤرخين إلى شمال شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من 5 آلاف عام

تم النشر في

تُعد "السِّبَح" واحدة من أهم المقتنيات في العالم الإسلامي، وعُرفت منذ التاريخ بشهرتها في مكة المكرمة والمدينة المنورة بوصفها إحدى أهم الهدايا التي ينقلها حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن والزوار والمعتمرون من المشاعر المقدسة إلى أقاربهم وأحبائهم من الأزواج والأبناء والأقارب حين عودتهم بعد تأدية فريضة الحج إلى ديارهم سالمين غانمين.

ويقول بعض المهتمين والباحثين في التاريخ إن تاريخ "السبح" بدأ وانطلق من المشاعر المقدسة، ووصل العالم أجمع كمعتقدات دينية، وتطور ذلك حتى أصبحت السبح نوعًا من أنواع التسلية، وأيضًا واحدة من العادات والتقاليد.

الباحث والمهتم بالسبح "بدر بن ناصر الصوينع" قال: "السبحة بدأت قبل اليونان، وبعضها كانت بدايتها كمعتقدات دينية أو قبلية أو اجتماعية، وكانت على شكل عقود تُلبس، قبل أن تنتقل للحقبة اليونانية".

وأضاف: "بعد البعثة النبوية بدأ بعض كبار السن في اقتنائها وارتباطها بالمصلى أو أثناء النوم والسفر، ويرتبط بها كنوع من ذكر الله، وتم اعتياد ذلك".

وأردف "الصوينع": "أعتقد أن بداية السبحة في المملكة العربية السعودية من الملك عبدالعزيز. ولطالما بحثتُ لأعرف ما هو النوع المستخدم من قِبل المؤسس في تلك الحقبة الزمنية".

وواصل: "دائمًا نسمع ونحن صغار، ومن خلال الأفلام الوثائقية، أن الحجاج إذا وصلوا مكة المكرمة أو المدينة المنورة يقتنون السبح كنوع من الهدايا. فحسب استقرائي لذلك أعتقد أن السبحة انطلقت من مكة المكرمة والمدينة المنورة للعالم كله".

"دارة الملك عبدالعزيز" التي عُرفت بكونها "ذاكرة الوطن" كان لها نصيب من الحديث عن ذلك الإرث التاريخي؛ إذ قالت: "للسبحة تاريخٌ عميق، يُرجعه بعض المؤرخين إلى شمال شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من 5 آلاف عام، ومنها انتقلت إلى الآفاق، مكوِّنة لها عبر الثقافات والأديان والشعوب قصصًا واستخدامات وأساطير متنوعة".

وأضافت: "عرف المسلمون استخدامها في القرن الثاني الهجري كأداة أثناء التسبيح، وتتألف غالبًا من 33 خرزة، ويستخدمها الكثير حاليًا كتسلية للنفس، كما أصبح جمعها واقتناؤها هواية لدى البعض؛ حتى أصبح لها أنواع ذات أسماء عديدة. كما اشتُهرت مكة المكرمة ببيع السبح منذ أن عرفها المسلمون؛ إذ يحرص الحجاج على اقتنائها خصيصًا من البلد الحرام كنوع من الارتباط الروحي ببيت الله".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org