أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للمؤتمر الدولي "الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة"، الذي اختتمت أعماله اليوم بمقر رابطة العالم الإسلامي، والتي ألقاها نيابة عنه مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ما هي إلا تقدير واهتمام من مقام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للعلم والعلماء وحافز كبير في سبيل محاربة كافة أشكال الغلو والتطرف، وترسيخ للقيم الإسلامية الوسطية.
وأشار إلى أن المملكة تميّزت بتمسكها بالكتاب والسنة، وباتت نموذجاً عالمياً يحتذى به، ومدرسة عريقة في الاعتدال والوسطية، مرجعاً ذلك إلى القيادة الرشيدة التي اتخذت القرآن الكريم والسنة النبوية دستوراً ومنهجاً لا يأتيهما الباطل من بين يديهما ولا من خلفهما، وذلك منذ عهد المؤسس المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله.
وقال: "الوسطية خاصة مميزة من أبرز خصائص ومميزات الإسلام، وهي وسام شرف وصفة لازمة في الأمة الإسلامية وبهذه الوسطية استحقت أمة الإسلام أن تكون شهيدة على الناس من حيث لا تشهد عليها أمة أخرى، قال الله تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) ".
وأشار "السديس" إلى أن العالم الإسلامي أحوج ما يكون اليوم إلى الألفة والمحبة بين مجتمعاته ومحاربة كافة أشكال النزاعات والنعرات المذهبية والطائفية التي نخرت عظم الأمة الإسلامية.
ودعا إلى تسخير كافة وسائل الإعلام الجديد لخدمة الإسلام والمسلمين وتطويعها لمحاربة الازدراء والكراهية والتحريض بين المسلمين مع أنفسهم ومع غيرهم، كما دعا إلى ذلك خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في الكثير من المنابر لأن تكون وسائل الإعلام أداة خير لنشر القيم الروحية والإنسانية.