السديس منبر الثلاثة ما بين أبا الخيل وجامعة الريادة "عقل الخطابة"

السديس منبر الثلاثة ما بين أبا الخيل وجامعة الريادة "عقل الخطابة"
تم النشر في

من حق أي إنسان أن يدلف محبته لجامعة كم من السنين احتضنت أوقاته ومساءاته، في ذكريات استلهمته أن يرفع كامل احترامه لهذه الجامعة التي عصفت بها السنين بين عقلنة شردت عن الطريق، وبين تقويم لسلوك من أخطأ! وذكريات أصحاب اكْتوينا بفرقتهم وآخرين عزت علينا صحبتهم تلك السنين.

جامعة الإمام وهي من تحتضن كبار العلماء والدعاة والعقلاء من الناس، ترفف براياتها وقاماتها في تهذيب العقل وتحصين النفس عن الزيغ والهلاك الفكري.

ها هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي ترفل في ثوب العزة والفخر حينما تستقطب عقلنة الخطابة ما بين محراب مكة والمدينة وعرفات، وبين جامعة احتضنته سنوات طوال يتعلم فيها أسرجة النور، وقد أضفى الله عليه الحكمة والرزانة والعقلنة الإسلامية الوسطية.

إنه معالي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤن الحرمين الشريفين، فانوس المحاريب الثلاثة، حينما يلبي دعوة عراب جامعة الريادة والسيادة معالي الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل العضو الفاعل في هيئة كبار العلماء، يزيد الجامعة وهجاً حينما استقطب طالب الجامعة الشيخ السديس، الذي ترنم بين تلك المنابر المقدسة في عمل فريد من نوعه؛ أن يكون إماماً يصدح صوته في تلك الأماكن الشريفة الطاهرة.

أبَعْد هذا عِز أيها الشيخ؟

لقد أضفى عراب جامعة الريادة والسيادة مدير الجامعة وهجاً عقلياً ورسالة إسلامية وطنية تَحَدّث العالم عن كينونة الجامعة ورسالتها ومضامينها في رؤية وسطية بعيدة عن التشدد أو الانجراف والانسياق وراء نظريات عصفت بالأهواء إلى حزبيات وشركيات خطَت على إثرها بعض العقول التي خانت الوطن والأمة الإسلامية.

اليوم جاء شيخ الأئمة عبدالرحمن السديس لينثر رحيقاً من العلم والروايات لجيل سيتولى -عبر سنوات- مرافئ الوطن في مجالات عدة يستوجب على الجامعة والعلماء والحكماء الوقوف معهم في مسيرة تعاني منها ويلات الزمن بين ترهات العقول عبر منظمات وأحزاب إرهابية، وبين تشريع سني عقلاني ينظر للإنسان والبشرية على حد سواء، سواسية في الرحمة والعطف واللين.

ولا يمكن أن يستهين الإسلام الحقيقي بدم البشرية كما استهانت الإرهابية إيران ومَن شايعها بالبشرية من إخواننا الأحوازيين والعراقيين والسوريين واليمنيين، ضاربة عرض الحائط بكل المسلّمات الأخلاقية والدينية التي عليها أمتنا الوسطية.

الشيخان "أبا الخيل" و"السديس" تتجسد فيهما روح الوطنية والإقدام، ولا يخشون في الله لومة لائم، ما دام أن ذلك فيه حفاظ على كينونة الوطن وقيادته التي تؤصل في هذين الشيخين ما يجب على العلماء والمثقفين والأمة أن يتماسكوا في كل الظروف بعيداً عن الشحن والتشنج؛ حتى لا نمنح فرصة واحدة لأعداء الوطن من الخارج.

أرجو أن نجد لساناً رطباً من القارئ بعيداً عن الاتهامات والتسويفات والغيرة والحقد في وصف هؤلاء المنطقيين العقلاء حينما يسترسلون عبر منابر متنوعة؛ ليكونوا فأل خير على كثير من شباب الجامعة وشاباتها؟

"السديس" -وعبر ثلث قرن- حافظ بإمامته للحرم المكي على سمت الإسلام ورفع راية التوحيد، من خلال خطب عقلانية يزنها العالم بميزان التقى والتأثير، علاوة على قيادته -حفظه الله- بالتراويح والقيام طيلة ثلاثين عاماً.

ليس غريباً أن تنجح الجامعة وتتجاوز المناطقية إلى الدولية لتسود جامعات العالم الإسلامي والعالمي وتحديداً في تغيير مفاهيم الأمة عن الإسلام، ونجحت الجامعة أن تكون جامعة الريادة والسيادة وفي أن يكون مديرها الشيخ أبا الخيل عضو هيئة كبار العلماء في محفل تجسيد الدستور التشريعي لدولة الكويت ممثلاً عن إسلامية الوطن، وهي ذاتها الجامعة التي تدخل عبر بلدان العالم لتوقّع اتفاقيات علمية وشرعية لجامعات متعددة لثقة تلك الدول بإدارة الجامعة.

وها هي اليوم مع هذا الوهج والصخب الكبير تدخل عبر بوابة أكبر بلد إسلامي في العالم (الجمهورية الإندونيسية) بعد أن شَرُفت بزيارة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لها، وأطّر فيها كل النواحي الاقتصادية والدينية والعلمية الوسطية، وشحذ همم رجالات البلد المسلم الوسطي، وسعى به إلى حياة أفضل بحول الله؛ لتكون جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رافداً إسلامياً يعلّم أبناء الأمة الإندونيسية كل العلوم الإسلامية الوسطة التي سيزورها عراب الجامعة الشيخ "أبا الخيل" قريباً؛ ليفتتح معاهد ومشاريع إسلامية؛ معززة رحلته بالموافقة السامية الكريمة التي أضفت على هذه المشاريع الخيرة سعادة لا توصف من أبناء الأمة الإسلامية الإندونيسية، وسيشرف تخريج عدد من طلبة عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد الذين درسوا ونهلوا من الجامعة العلوم الإسلامية السمحاء.

أتمنى من كل الوسائل الإعلامية أن تكون حاضرة في مثل هذا المحفل الواسع والمتنوع لنوصل للعالم دور المملكة والجامعة في تأصيل الإسلام الوسطي الذي ينبذ الطائفية والمعتقدات الهدامة؟

دُمت وطني في خير ما دام هناك رجال وطن يحمونه بالفعل والقول السديد؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org