السعوديون من ​أكثر الشعوب تبرعًا بأعضائهم ​وأغلبهم يشترط إخفاء هويته

​"شاهين": ​ نقص الأعضاء ظاهرة عالمية "الحنّان": عمل فيه ​تنفيس كربة عن المسلم
السعوديون من ​أكثر الشعوب تبرعًا بأعضائهم ​وأغلبهم يشترط إخفاء هويته
تم النشر في

​تعد ​السعودية من الدول التي لا تعاني مع تجارة الأعضاء، وتحارب تجارة الأعضاء بكل الطرق، حيث أسست مركزًا لزراعة الأعضاء يدير التبرع، ويقف على الحالات التي يحتاج إليها المواطن للتبرع، ولا يكاد يخلو يوم دون أن تشير الصحف لتبرع شاب أو شابة بكليتهم أو جزء من الكبد لمواطنين لا تربطهم قرابة، لوجه الله تعالى تعرفوا على معاناتهم إما عن طريق الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرت دراسة أمريكية أن الشعب السعودي من أكثر الشعوب عاطفة ومحبين لتقديم الخير دون مقابل​ وتبرعًا بالأعضاء​.

"سبق "سلطت الضوء على تلك الحالات التي يتبرعون بها دون مقابل، وشروط التبرع وشرعيته.

الدكتور فيصل بن عبد الرحيم شاهين ​مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء أوضح في حديثه لـ"سبق" عن شروط التبرع وما المميزات التي تقدمها الدولة للمتبرعين، وعدد المتبرعين.​

حيث قال:"هناك شروط أولية لقبول الشخص للتبرع بعضو أو جزء منه: وهي ألا يقل عمر الشخص المتبرع عن 18 عامًا, وجوب إثبات الهوية للمواطنين وإقامة نظامية لمدة سنة على الأقل لغير السعوديين، أن يكون التبرع صادرًا عن رضا واقتناع. وجود فحص سريري أولي يؤكد سلامة الشخص الراغب بالتبرع بعضو أو جزء منه وعدم إصابته بمرض جهازي مزمن (الداء السكري، ارتفاع ضغط الدم) أو داء حاد أو مزمن أو مرض وراثي كلوي أو كبدي. وجود فحوص مخبرية تؤكد سلامة الوظيفة الكلوية والكبدية وعدم وجود التهاب كبد وبائي (ب و ج) ونقص المناعة المكتسبة HIV مع فحص بول طبيعي وتحديد فصيلة الدم. شروط صحية أخرى مثل الحد الأقصى لعمر الشخص الراغب بالتبرع والوزن وما قد يراه المختصون في زراعة الأعضاء ضروريًا.

وأوضح د. شاهين أن يُقسم التبرع بالأعضاء (كلية ، جزء من كبد) من الأحياء غير الأقارب إلى قسمين رئيسيين: التبرع غير المباشر ( بالهبة لشخص غير مُحدد): هوية الشخص المتبرع بعضو أو جزء منه والمريض المُتبرع له معروفة للجهات التي تشرف على التبرع وهي المركز الزارع والمركز السعودي لزراعة الأعضاء وكذلك جهة وزارة الصحة التي تصرف المكافأة للمتبرع، أما لجنة تقييم المتبرعين التي تجيزهم فتعرف فقط هوية المتبرع وهي تشمل المواطن والمقيم نظامًا في المملكة العربية السعودية، ولا يوجد أي دراية للشخص المتبرع بهوية المريض المُتبرع له والذي يتم اختياره استنادًا إلى القواعد الطبية بالتنسيق ما بين المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومراكز الزراعة.

وهناك التبرع المباشر (بالهبة لشخص مُحدد): هوية الشخص المتبرع بعضو أو جزء منه معروفة للمريض المُتبرع له وكذلك هوية المريض المُتبرع له للمتبرع وينحصر قبول المتبرعين في هذا النوع ما بين أفراد الجنسية الواحدة وهي تشمل المواطن والمقيم نظامًا في المملكة العربية السعودية.

وعن حجم الاحتياج إلى الزراعة في المملكة أشار إلى أن المركز السعودي لزراعة الأعضاء يعمل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وحل مشكلة نقص الأعضاء وهي ظاهرة عالمية تعانيها كل الدول وليست المملكة فقط، ولكن مازال هناك الكثير لسد الفجوة بين الأعضاء المتبرع بها وحاجة مرضى الفشل العضوي النهائي ويكمن ذلك في شح التبرع مقارنةً بعدد المرضى المتزايد جدًا والذين هم بحاجة إلى زراعة عضو.

وأضاف: فقد بلغ عدد المرضى الذين لديهم قصور كبدي انتهائي وبحاجة إلى زراعة كبد نحو 1500 مريض وعدد الذين يعدون جاهزين للزراعة وعلى قوائم الانتظار نحو 500 مريض. كما يُشار إلى أن عدد المرضى الذين هم بحاجة إلى زراعة كلية في المملكة يقدر بنحو 14.000 مريض موزعين على وحدات الغسيل الكلوي، وعدد الذين يعدون جاهزين للزراعة وموضوعين على قوائم الانتظار في المركز السعودي لزراعة الأعضاء ووفقًا لمجموع قوائم مراكز الزراعة يقدر بنحو 3000 مريض ويوجد نحو 2000 مريض حاليًا هم قيد الدراسة والتجهيز الطبي لوضعهم على قوائم الانتظار .

وكذلك الأمر بالنسبة للمرضى الذين لديهم قصور قلبي نهائي وبحاجة إلى زراعة قلب كامل يقدر بنحو 100 مريض منهم أكثر من 40 مريضًا موضوعين على قوائم الانتظار مع العلم أن مرضى القلب لا يستطيعون الانتظار طويلاً أما من هم بحاجة إلى زراعة دسامات ، فقوائم الانتظار غير طويلة ويسرع إنجاز الجراحة لهم .ومن مجمل قوائم الانتظار الموثقة يشكل الرجال نحو 45 % والنساء 42 % والأطفال 13%.

التبرع من الأحياء

أما بالنسبة لعدد المتبرعين سنويًا جاءت نتائج زراعة الأعضاء في المملكة العربية السعودية للعام 2016م على النحو التالي: بلغ عدد الكُلى المزروعة في العام 2016م (797) كلية ، منها (672) كلية من متبرعين أحياء و(125) كلية من متبرعين متوفين دماغيًا ليصبح مجموع عمليات زراعة الكُلى منذ بدء البرنامج (10.569) عملية منها (7.606) عملية زراعة كلية بالتبرع من الأحياء و(2.963) بالتبرع من متوفين دماغيًا .

وبلغ عدد الأكباد المزروعة في عام 2016م (2013) كبدًا، منها (69) كبدًا من المتوفين دماغيًا و(144) كلية من متبرعين أحياء، ليصبح مجموع عمليات زراعة الكبد منذ بدء البرنامج (2.006) عملية منها (926) بالتبرع من متوفين دماغيًا و(1.080) بالتبرع من الأحياء.

​ومن جانب آخر قال ​الدكتور سعود بن علي الحنّان ​تخصص مناهج وطرق تدريس العلوم الشرعية بوزارة التعليم وإمام وخطيب جامع النفيسة بالرياض لـ"​سبق" حول حكم التبرع بالأعضاء:

"هذا الفعل وهذا العمل من الأعمال الفاضلة والمبادرة الحسنة التي يؤجر فيها الإنسان إن اخلص النية في التبرع ومن النصوص الشرعية الدالة على ذلك ما يأتي فهذا من الإحسان والله تعالى يقول :( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) وبيّن أنه يجوز التبرع إذ إن النفع أرجح من التضرر من جراء التبرع، كما يجوز نقل عضو من إنسان لإنسان إذا كان هذا العضو يتجدد تلقائيًا كالدم والجلد، وفِي التبرع أيضًا إنقاذ للنفس البشرية التي قد يكون عَائِلا لأسرة ينفق عليها فيكون إنقاذًا لتلك النفس وكذلك للأسرة والله تعالى يقول :(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا) وأن هذا العمل من التعاون على الخير والبر والتقوى الذي أمر الله به.​​

وأوضح الحنّان أن الاتفاق على السماح بالتبرع بالأعضاء مشروط ألا يتم ذلك بوساطة بيع العضو إذ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع في أي حالٍ من الأحوال، إما تكريمه أو مكافأته فمحل اجتهاد والله أعلم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org