أكد مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيي المعلمي لـ "سبق" أن السعودية دولة قيادية في العالم على كل الأصعدة، وهذا الدور تنامى كثيرا بسياسة الملك سلمان-يحفظه الله.
جاء ذلك في تصريحات صحفية على هامش اللقاء الحواري الشهري المفتوح الذي نظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتعاون مع ملتقى إعلاميي الرياض "إعلاميون" أمس قاعة الشيخ صالح الحصين.
وفي بداية حديثه لـ "سبق" تطرق المعلمي لدور المملكة القيادي والإيجابي داخل المنظمة الأممية خلال السنوات الست الماضية حيث أوضح يقول: "هذا التطور والتغير الذي حدث في السنوات الماضية هو نتيجة زيادة فاعلية اعضاء الوفد السعودي وأيضا فرضت هذا التحول الظروف والأحداث التي حدثت في المنطقة خلال الفترة الماضية".
وأضاف السفير المعلمي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، على أن السعودية اليوم شريك أساسي في القرارات الهامة وموقفها هو الذي تسعى إلى معرفته وتبنيه الدول بعد أن الزم الوفد الديبلوماسي نفسه مبدأ أن التحدث هو الأصل والحوار هو سبيل المشاركة الفاعلة في القرار الأممي.
وفي الشأن اليميني بين المعلمي أن هناك سوء فهم لتنفيذ القرار الأممي (2216) بشأن اليمن ، الامم المتحدة فوضت دول التحالف بتنفيذ القرار 2216 ، وهذا ما نقوم به في الوقت الحاضر في الازمة اليمنية أن دول التحالف بقيادة المملكة تمارس الضغط العسكري والدبلوماسي ، والامم المتحدة تسند هذا الضغط عن طريق المبعوث الاممي لمحاولة تنفيذ القرار 2216.
وتابع : "قبل عام 2011 لا أعلم أن السعودية قد تبنت قرارا في الجمعية العامة أو مجلس الأمن، ولكن اليوم هي شريك أساسي في القرارات الهامة التي تخص القضايا الدولية الاساسية مثل قضية فلسطين والأزمة السورية والأزمة اليمنية والتنمية المستدامة والتغير المناخي والقضايا الاجتماعية الدولية.
وأضاف: كان الجو العام في وفد السعودية يتميز بالهدوء والبعد عن الجدل والالتزام بأن في الصمت السلامة ما لم يكن هناك إذن بالحديث والبحث عن التوافق والمواقف التي تتبناها دول شقيقة قيادية مثل مصر وباكستان، لكن اليوم اختلف الأمر وأصبح موقف السعودية هو الذي تسعى إلى معرفته وتبنيه بقية الدول قبل التصويت.
وأشار مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في عرض إجاباته على مداخلات الجمهور إلى أن الخلافات التي تحدث في المنطقة هنا خاصة الخليجية أو الخليجية العربية أو حتى الاسلامية، لا تؤثر كثيرا في عمل الوفود هناك، منوها بان التفاهم والتنسيق بين هذه الوفود جيد، ولكن هذه الخلافات بلا شك ستؤثر مع الوقت في وحدة المواقف العربية والإسلامية.
وطالب المعلمي بسرعة احتواء هذه الخلافات وتنقية الأجواء وأن يكون العمل الدبلوماسي سيد الموقف وان يثمر في إظهار موقف موحد دوليا وأمميا، وقال: اختلافاتنا الخليجية لا شك تضعف مواقفنا الدولية المشتركة وتؤثر على توحيد صفنا دولياً لافتا إلى أن اشتعال الأزمات في المنطقة خاصة سوريا واليمن خلال الست السنوات الماضية دفع الوفد السعودي في الأمم المتحدة إلى خوض المعارك الدبلوماسية ومنها المعارك مع المندوب السوري.
وشدد على أن السعودية لها موقف صارم من أي اعتداءات أو تطاولت تتعرض لها على كل المستويات ولا تقبل أي مساس يمكن يلحق بالدول العربية أو الإسلامية منكرا بشدة التدخلات الإيرانية وإن الخصام السعودي هو مع حكومة الملالي وليس مع الشعب الإيراني المسلم، وأنها ستقف لكل خططه الاستعلائية وأطماعها الاستعمارية الجديدة، موضحاً بأن المقارنة مع الكيان الصهيوني غير واردة كوّن الكيان الصهيوني هو العدو الأول وهي نموذج الاستعمار القديم المستزرع في الجسد العربي وإن قضية فلسطين ستبقى هي قضية الأمة العربية الأولى مع عدم التهاون مع السياسات الإيرانية الشريرة.
وردا على من ينتقد عجز الأمم المتحدة في كثير من الحالات والوصول لنتائج محددة حتى وإن كان فيها الحق واضحا كالقضية الفلسطينية والسورية، أن ذلك يعود لتركيبة الأمم المتحدة وتركيبة مجلس الامن ، وإلى حق النقض الذي تتمتع به بعض الدول وتمارسه في بعض الأحيان بعشوائية وبدون مبرر، هذا هو الهيكل هذا هو الحال .
وتساءل إعلاميون عدة من الحضور عن تقييم المعلمي للإعلام السعودي الخارجي وجدوى تبعيته لوزارة الثقافة والإعلام أم لوزارة الخارجية، فأجاب السفير المعلمي: ليس المهم التبعية بقدر ما تكمن الأهمية في النتيجة والمحصلة المتحققة للوطن من هذا الإعلام، وحقيقة الإعلام الخارجي ضعيف ولا يتوازى مع مكانة المملكة الأممية والدولية وأيضا الدبلوماسية، ولدينا فرص كبيرة لم تستثمر بعد بواسطة هذا الإعلام، ومازلنا نعيش جدلية هل يتبع لوزارة الثقافة والإعلام أم وزارة الخارجية.
وراهن المعلمي على الشباب السعودي المؤهل وأن تعد لهم الارضيّة المناسبة للعمل ويوفر لهم الدعم، وهم قادرون على إحداث أثر عالمي له قيمته المُضافة لمكاسب الوطن على المستوى الخارجي، فيما اعتبر عدد كبير من الإعلاميين إن الإعلام السعودي الخارجي "متوفي دماغيا" وأنه مسجل غياب كامل في تمثيل الوطن أو مواكبة ما يحققه من نجاحات دبلوماسية أو أممية، مطالبين بإيجاد حلول نموذجية لهذا الفشل الذريع، بحسب وصفهم.
وفِي تساؤل عن مستقبل العلاقات السعودية الامريكية في عهد الرئيس الجديد ترامب أعرب المعلمي عن تفاؤله بتطورها وأن تشهد مرحلة نمو وازدهار وتفاهم أكبر خلال الفترة المقبلة ؛ بسبب تفهم الولايات المتحدة الأمريكية لموقف المملكة من الأزمة اليمنية وموقفها من التدخلات الإيرانية في سوريا والبحرين والمملكة وبأنه لايزال هناك حوار إيجابي حول القضية الفلسطينية، واصفا العلاقات بين البلدين بالاستراتيجية طويلة المدى وراسخة منذ عقود مبنية على المبادئ والمصالح المشتركة.
وعن انسحاب المملكة من مجلس الأمن أوضح السفير المعلمي "هذه القضية فعل ماضٍ حصل وانتهى وأترك تقويمها للتاريخ ولا فائدة ترجى من العودة في البحث في هذا الموضوع"، مبينا أن مجلس الوصاية في الأمم المتحدة انتهى دوره بعد أن أنشئ للعمل على إزالة الاستعمار لنقل الدول من حالة الاستعمار للوصاية تمهيدا لاستقلالها.