يتساءل الكاتب الصحفي خالد السليمان: هل هناك شيء أكثر إيلامًا من أن يغادر ابنك البيت إلى المدرسة ويعود إليك جثة هامدة نتيجة شجار؟ مؤكدًا أن سلامة طلابنا مسؤولية المدرسة ويجب أن تكون ساحات المدرسة تحت نظر المراقبين في أوقات الاستراحة، مطالبًا بزرع روح التسامح وترسيخ ثقافة النظام ونبذ الاعتداء.
وفي مقاله "المدرسة ليست مكانًا للموت" بصحيفة "عكاظ"، يقول السليمان: "هل هناك شيء أكثر إيلامًا وفطرًا للقلب من أن يغادر ابنك البيت إلى المدرسة تحمله آمال وطموحات مستقبله ليعود إليك جثة هامدة نتيجة شجار، لم يكن يستحق مهما كانت أسبابه أن يكون ثمنه الحياة!".
ويضيف الكاتب: "الحادثة التي وقعت في إحدى المدارس المتوسطة بمدينة جدة تضع من جديد علامات الاستفهام أمام الآباء والأمهات حول سلامة فلذات أكبادهم في أماكن يفترض أن تكون آمنة وخاضعة لرقابة صارمة لسلوكيات الطلاب وامتثالهم للأنظمة، بل وتعلم السلوكيات الحميدة واحترام الأنظمة!".
ويؤكد "السليمان" أن سلامة طلابنا مسؤولية المدرسة، ويقول: "نعم، شجارات المدارس ليست جديدة ولا أظن أحدًا مهما بلغ عمره اليوم لا يتذكر شجارًا وقع في مدرسته عندما كان طالبًا، لكن المدارس تتحمل مسؤولية عظيمة في ضمان سلامة الطلاب والحد من المشاجرات وردع الطلاب المتنمرين وحماية البيئة المدرسية من تأثيرهم السلبي!".
ويقدم "السليمان" مقترحات لحل المشكلة، ويقول: "يفترض أن تكون استجابة المراقبين سريعة عند نشوب أي شجار، ويفترض أن تكون ساحات المدرسة تحت نظر المراقبين في أوقات الاستراحة، وعند ساعات الخروج بعد نهاية الدوام المدرسي!".
أيضًا يطالب "السليمان" بزرع روح التسامح، ويقول: "كما أن زرع روح التسامح وترسيخ ثقافة النظام ونبذ الاعتداء مسؤولية تربوية مشتركة بين البيت والمدرسة، وبات واضحًا أن هناك حاجة لمشاركة جهات أخرى في حملات توعوية تعزز ثقافة احترام القانون ومعرفة عواقب مخالفته؛ فيجب تعزيز محتوى هذه الثقافة في المناهج التي ينشأ عليها الطالب، كما أن هناك حاجة لقيام مسؤولي القانون في المؤسسات العدلية والقانونية والأمنية والاجتماعية بزيارات للمدارس وعقد لقاءات توعوية مع الطلاب والطالبات!".
وينهي "السليمان" قائلًا: "باختصار.. المدرسة مكان لبناء الحياة، وليست مكانًا لخسارة الأرواح الثمينة!".