السنة التحضيرية.. مَنْ المستفيد؟

السنة التحضيرية.. مَنْ المستفيد؟

هل المواد الإعدادية التي يدرسها طالب السنة التحضيرية ذات أهمية لدرجة إفراد سنة كاملة لها؟ ألا يمكن دراستها ضمن مقررات المستوى الأول في التخصص الأكاديمي؟ هل أثبت مقياس التأهل في الثانوية العامة فشله ليدخل الطالب مرحلة تأهيلية جديدة؟ هل بدأ التعليم عندنا يأخذ شكل المتاهة حتى بات يحيد بالطالب عن إكمال مسيرته التعليمية؟ هل مواد مثل مهارات الاتصال ومهارات الكتابة والمهارات الأكاديمية تستدعي احتجاز سنة من عمر الطالب، وتخصيص ميزانية عالية للشركات التعليمية، واستقدام أساتذة من خارج الوطن؟..

مَنْ المستفيد من السنة التحضيرية؟ هل هو الطالب المرهق بتكاليف مواد لا تمت لتخصصه في مرحلة البكالوريوس بأي صلة، كمادة الرياضيات لطلاب الأقسام الإنسانية؟ أم الشركات التعليمية التي ترهق كاهل الوطن؟

إذا سلمنا بجدوى تدريس اللغة الإنجليزية ممن تعد الإنجليزية لغتهم الأم، فما المخول لإحضار أساتذة من الخارج لتدريس مواد مهارية مختلفة، لا تعرف ما وجه أهليتهم لتدريسها؟ فالمقياس الواضح فقط هو حصول كل منهم على شهادة ماجستير أو دكتوراه بأي تخصص.. وبالعادة، لا تقل رواتب أعضاء هيئة التدريس العرب عن ثمانية آلاف ريال، وأساتذة اللغة الإنجليزية تصل إلى أكثر من 14 ألفًا، لا أعرف إن كانت تشمل بدل السكن والنقل، إضافة إلى التأمين المقدم.

بعض الشركات الآن – مشكورة - بدأت تستقطب السعوديين، وتخرج من عقدة الأجنبي. ورغم هذا لسنا ضد اكتساب خبرات من البلدان العربية والأجنبية، ولكن مكانها الصحيح حين يصل الطالب لمرحلة عليا في دراسته الأكاديمية.

طلاب السنة التحضيرية لا تراهم إلا لاهثين من محاضرة لأخرى، ومن بحث لعروض تقديمية، ومنها إلى مشاريع تصميمية.. بعضهم جداولهم الدراسية لا تنتهي إلا الثالثة عصرًا، وهم رغم ذلك – للأسف - لا يتبحرون ولا يتعمقون بتخصصاتهم، بل في أشياء أشبه بالدورات التدريبية التي تعطَى في يومين وثلاثة.. رغم أن هذه المهارات يمكن تدريب الطالب عليها خلال الدراسة الفعلية بالتخصص الأكاديمي، بل إن الطالب هناك بقدرة قادر لا بد أن يتحول إلى شخص خارق؛ إذ يطالَب مجبرًا بالمشاركة في الأعمال الإبداعية والتطوعية والاجتماعية دون حق الاختيار.

إحدى الطالبات أمرتها لجنة النشاط بأن ترسم لوحة رغم أنها لا تحب الرسم، ولا تعرفه، لكن المشرفة قالت بصرامة: "نريد لوحات تقدَّم نهاية العام في المعرض. ارسمي وإلا سنسحب الدرجات الخمس"!

هو ما يسمى في السنة التحضيرية بمصطلح "الإبداع بالإكراه"!!

اتخذت وزارة التعليم قرارًا بإلغاء برامج التعليم الموازي رغم عدم وجود بديل لها، وترك ملف السنة التحضيرية الأَولى بالمراجعة والمحاسبة.

أرى أنه آن الأوان لإلغاء السنة التحضيرية، أو على الأقل تقييم جدوها، وأن يتم احتساب أعداد المتسربين وأعداد المنسحبين، وأن يتم قياس مخرجاتها؛ حتى لا يُهدر مزيد من الطاقة والجهد والأموال في غير محلها.. أتمنى أن يصل صوتنا لمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى.. أتمنى أن يفعلها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org