
قال الأستاذ الدكتور أحمد الشميمري أستاذ التسويق وريادة الأعمال، إن المواطنين استبشروا خيرًا بإعلان أول مدينة ترفيهية كبرى في الوطن، وهي المدينة التي تأتي في إطار رؤية المملكة الطموحة 2030، مؤكدًا أن الإعلان عن هذا المشروع الجبار هو بمثابة الهدية الثمينة للأجيال القادمة للاستمتاع بالترفيه الثقافي والرياضي والافتراضي الهادف. ولا يساورنا شك أن المشروع مشروع وطني رائد ومميز من حيث الفكرة والهدف وطريقة التنفيذ والشراكة الاستراتيجية.
وأضاف: المشروع الضخم لا يقتصر أهميته في القيمة المضافة للاقتصاد الوطني بجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، ولا يقتصر أيضًا على الفكرة الإبداعية في تنفيذ فكرة المشروع، كما لا يقتصر أيضًا على أهمية الاستثمار المحلي المجدي والآمن لصندوق الاستثمارات العامة، بل سيكون هذا المشروع رافدًا مهمًا في توليد فرص العمل للمواطنين ومجالاً محفزًا لخدمات المنشآت الصغيرة.
وتابع: بحجم هذا الاستبشار يحسن بنا الاستبصار بالاستراتيجيات الكبرى للتنمية المتوازية المستهدفة هي أيضًا من خطة التنمية 2030. فالعاصمة الرياض لا يضيف لنموها الحضري مشروع كهذا إن لم يكن سببًا في مزيد من الاكتظاظ والتلوث والازدحام والتكدس. والأولى أن يكن في محافظات منطقة الرياض المحيطة والقابلة إلى أن تتحول إلى مدن مكتملة كالخرج والمجمعة وشقراء وحريملا والقويعية. فالتنمية في الدول يجب ألا تقتصر على المدن العظمى والعواصم الكبرى بحيث تتكدس فيها المشروعات، ويتضخم فيها عدد السكان، ويزداد الازدحام، وترتفع تكاليف المعيشة، وتنتشر الجريمة، ويقل الأمن، وينقص نصيب الفرد من الخدمات الضرورية العامة.
واستدرك: في المقابل، فإن تحقيق التنمية المتوازية يحقق مبدأ العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد ويزيد من فرص العمل والتعليم والثقافة والوعي بشكل عام. كما أنها تساهم في السيطرة الأمنية العامة على المدينة وبالتالي انخفاض نسبة الجريمة والانحراف. كما أنها تساهم في تحسين مستوى النوعية، وتعزيز مبدأ الوضوح والشفافية على الممارسات الإدارية والإجرائية، وتفرض رقابة شعبية محلية لأبناء المدينة على مسؤوليها في شتى القطاعات. كما أن التنمية المتوازية تعزز من الاستقرار الأمني بتقليل الفجوات السكانية المتباعدة بين المدن، وتُساهم في التوطين الجغرافي السكاني المبني على التوزيع المتوازي للمدن. فكما أنه ليس من المجدي اقتصاديًا أن تلبي الدول حاجات كل هجرة وقرية من كل الخدمات والمتطلبات الحياتية، فإنه ليس من المجدي اجتماعيًا وسياسيًا وأمنيًا أن تبقى هذه التجمعات قرى على مدى السنين في حين تستمر المدن الكبرى بالتضخم.
وزاد: إن زيادة الاهتمام بالتنمية المتوازية أصبحت مطلبًا ملحًا ومهمًا لابد للدولة أن توجهه وتشجعه وتضع الخطط المساندة والمعونات المعنوية والمادية المحققة لأهدافه. والعمل على جذب رؤوس الأموال وإنشاء المشروعات الحكومية الكبرى واستقطاب الاستثمار الأجنبي بعروض مشجعة ومغرية لإحياء المدن الصغيرة والمناطق المتباعدة في أطراف المملكة المترامية. وأول تلك المشروعات هذه المشروعات التكميلية القادرة على النهوض بأي محافظة تستضيفها. ومن جانب آخر فإن مدن الترفيه تكون بالعادة بعيدة نسبيًا عن المدينة بما في ذلك مدن الترفيه الشهيرة كدزني في أمريكا وأوروبا، وحتى سيكس فلاق ذاتها التي تقيم مشروعاتها بعيدًا عن المدن.
واختتم: نبارك لمنطقة الرياض هذا المشروع الجبار، ونتمنى أن يتدارك صندوق الاستثمارات العامة مسألة تحديد الموقع بما يكفل لنا تحقيق أكثر من هدف للتنمية الوطنية الشاملة.