أشاد مجلس الشورى بالنتائج المتحققة من الجولة الآسيوية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والتي شَمِلت: (ماليزيا، وجمهورية إندونيسيا، وسلطنة بروناي دار السلام، واليابان، وجمهورية الصين الشعبية)، وما حققته مباحثاته -يحفظه الله- مع ملوك ورؤساء تلك الدول والمسؤولين فيها من نجاحات أثمرت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، سوف تُسهم -بإذن الله- في تقوية وتعزيز العلاقات بين المملكة وتلك البلدان في مختلف المجالات.
وأشار نائب رئيس المجلس، الدكتور محمد بن أمين الجفري، في بيان تلاه في مستهلّ أعمال جلسة المجلس العادية الثانية والعشرين من أعمال السنة الأولى للدورة السابعة التي عقدها اليوم الاثنين، إلى أن المجلس تابَعَ -خلال الفترة الماضية- الجولة الملكية الكريمة التي أكدت في مضمونها ما يحظى به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من تقدير رفيع -يحفظه الله- من ملوك ورؤساء تلك الدول، وما تحتله المملكة بقيادتها من مكانة عالية على مستوى العالم الإسلامي، وما تحظى به جهودها لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار من تقدير بالغ من جميع المسلمين في العالم.
وأكد مجلس الشورى، أن تلك الجولة الكريمة أكدت مكانة وتأثير المملكة على الخارطة الدولية الذي يعكس ثِقَلها السياسي والاقتصادي، ومدى تقدير العالم لدورها المؤثر في إحلال السلم والأمن في المنطقة وفي التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف.
وبيّن أن هذه الجولة الآسيوية المهمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- أكدت نهج المملكة العربية السعودية المعتدل القائم على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف السمحة، والأسس الأصيلة المستمدة من إرثها الحضاري الكبير وركائز علاقاتها وسياستها الخارجية مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة التي تقوم على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وثبات مَوَاقفها تجاه القضايا العربية والإسلامية المصيرية، والأحداث الإقليمية والدولية السابقة والمستجدة، وجهودها لنزع فتيل الأزمات والصراعات وإرساء السلم والأمن في المنطقة والعالم.
وثمّن المجلسُ ما شَهِده برنامج الزيارات من مباحثات مع ملوك ورؤساء تلك الدول وكبار مسؤوليها، وما شَمِلته من مضامين شدّد خادم الحرمين الشريفين -من خلالها- على أهمية تعزيز العلاقات القائمة بين المملكة والبلدان الشقيقة والصديقة؛ بما يضمن استمرارها والدفع بها نحو آفاق أرحب، وبما يخدم المصالح المشتركة ويواكب رؤية المملكة 2030.
ونوّه بما أسفرت عنه تلك الزيارات من توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف مجالات التعاون التي شهدها الملك المفدى ورؤساء تلك الدول؛ بما يؤكد حِرص المملكة وأشقائها وأصدقائها على بناء شراكات استراتيجية تفتح آفاقاً جديدة للتعاون، وتوثّق عرى العلاقات، وتشدد على أن بناء مستقبل العلاقات بين الدول يتم من خلال تبادل المصالح المشتركة، وبما يعزز النمو والازدهار للشعوب.
وعَدّ مجلس الشورى حِرص ملوك ورؤساء تلك الدول ومسؤوليها والجامعات فيها على تقليد خادم الحرمين الشريفين أرفع الأوسمة ومنحه -أيده الله- درجة الدكتوراه الفخرية منها؛ أحد أوجه التعبير عن ما تُكِنّه الحكومات والشعوب التي شَمِلَتها الزيارة من محبة لشخص الملك سلمان وتقديراً لجهوده -رعاه الله- في خدمة الإسلام والمسلمين، ومساهماته في خدمة الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، والسلم والاستقرار العالمي، والاعتزاز بعلاقاتها مع المملكة مهبط الوحي ومنطلق السلم العالمي. وفي هذا الصدد نوّه المجلس بإنشاء "مركز الملك سلمان للسلام العالمي" في ماليزيا، ويُعده إسهاماً من إسهامات المملكة الدائمة لبثّ رسالة الإسلام، وتوحيداً للجهود الإسلامية والعالمية لإشاعة السلام والأمن في العالم الذي عانى من الحروب والإرهاب.
وأشار المجلس إلى مضامين الكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس النواب الإندونيسي التي تُعبر عن حرصه -أيده الله- على أهمية مواجهة التحديات في مسيرة الأمة الإسلامية خاصة، والعالم بصفة عامة، والتي يأتي في مقدمتها ظاهرة التطرف والإرهاب، وصدام الثقافات، وعدم احترام سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية.
كما أشار المجلس إلى الكلمة التي ألقاها الملك سلمان في مستهلّ جلسة المباحثات التي عقدها مع رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب بجمهورية الصين الشعبية والتي أبدى فيها -رعاه الله- تطلعه إلى مزيد من التعاون بين مجلس الشورى ومجلس الشعب الصيني؛ بما يؤكد أهمية الدور الذي تقوم به المجالس الشورية والبرلمانية في الدفع بالعلاقات بين الدول إلى آفاق تُرسي أطراً جديدة للعلاقات.
ونوّه المجلس -في ختام بيانه- بأمر خادم الحرمين الشريفين بإلحاق الطلبة والطالبات الدارسين حالياً على حسابهم الخاص بالبعثة التعليمية في عدد من الدول التي زارها، ضِمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي؛ حرصاً منه -أيده الله- على تلمّس احتياجات المواطنين والمواطنات والاهتمام بشؤونهم.