
تعدّ مهنة الطوافة مهنة موسمية يختص بالعمل فيها أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهم المتخصصون في خدمة المعتمرين والحجاج، وهؤلاء توارثوا المهنة أبًا عن جد.
وحول هذه المهنة يقول أحد شيوخ المهنة وأحد أبناء مكة المكرمة الشيخ المطوف أحمد راوه: إنه بدأ المهنة قديمًا، ولكن ليست بهذا الاسم، مبينًا أن المهنة بدأت من بطون قريش قبل البعثة النبوية بزمن كبير، وربما من عهد عبد المطلب قبل البعثة، ثم أخذت في التطور دون تسميتها بالطوافة.
وأضاف: ثم جاء قبل عهد المماليك، وتقريبًا في القرن الرابع عشر الميلادي، أي منذ 600 عام على يد إبراهيم بن ظهيرة، حينما كلف بتطويف السلطان قايتباي سلطان المماليك وقتها، وهنا ظهرت لفظة "الطوافة" وظلّت داخل قطاع القضاة فترة من الزمن، ثم انتقلت إلى الوجهاء والأعيان من أهالي مكة المكرمة"، والأصل أن المطوفين يخلون بيوتهم للحجاج ويقومون على رعايتهم وخدمتهم.
وأشار راوه إلى أن هذه المهنة يختصّ بها أهل مكة وبالوراثة، ولا يمكن لأي شخص آخر العمل فيها؛ لشرط وراثة المهنة والعدد الكافي، مؤكدًا أنه تم استحداث تطوير كبير للطوافة وتحولت من عمل فردي إلى مؤسسي إلى شركات تضم اتحادات.
من جانبه أشار المطوف المتخصص مع حجاج إندونيسيا أيمن آشي إلى أن الطوافة مهنة متوارثة من الأبناء عن الآباء عن الأجداد، لها قوانينها ومعاييرها وترتيباتها المختلفة، لها تنظيم خاص لكل مجموعة من الجنسيات المختلفة حتى أصبحت شركات تنظم العمل.
وأضاف أن بيت المطوف كان يتحوّل لمنطقة استقبال يتم استقبال الحجاج وضيافتهم في هذا المنزل قبل أن ينتقلوا إلى مساكنهم الخاصة؛ فالمطوف يعتبر نفسه مسؤولًا مسؤولية كاملة عن الحجاج ويسعد بخدمتهم.