أكد عضو مجلس الشورى سعد بن صليب العتيبي أن ذكرى تأسيس هذه البلاد المباركة على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مناسبة يستحضر خلالها أبناء هذا الوطن الغالي ما أنعم الله به علينا في المملكة العربية السعودية من أمن واستقرار وثوابت راسخة، وما كان ذلك ليكون لولا فضل الله -عز وجل- ثم ما اختصّت به هذه الأرض من قيادة حكيمة مُيّزت بالسياسة المتمرسة والبذل والعطاء منذ تأسيسها وبعد توحيدها على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى عهدنا الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يحفظهما الله.
وأعرب "العتيبي" عن مدى عظيم الأثر الذي يحمله الأمر الملكي القاضي بأن "يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم "يوم التأسيس"؛ نظراً لما يحمل في طياته من رمزية تعكس العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، واستذكاراً للبدايات التي أُسِّسَت على يد الإمام محمد بن سعود في الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727م
وقال عضو الشورى سعد العتيبي في تصريحه: إن اللبنة الأولى التي وضعها الإمام محمد بن سعود لتأسيس الدولة السعودية الأولى باتخاذه الدرعية عاصمة للدولة السعودية، جعلت منها انطلاقة تميزت بحسن إدارة وحسٍّ عالٍ من المسؤولية والحنكة والحكمة، حيث بدأ بتأسيس الوحدة والاستقرار والاهتمام بكل الاحتياجات.
وشدد "العتيبي" على أن كل الخطوات التي سبقت خطوة توحيد المناطق وتشكل المرحلة الأولى لتأسيس الدولة السعودية؛ كانت ملوحة للجميع في حينها أننا على موعد مع بداية عهد جديد في شبه الجزيرة العربية، فكان تأسيس الدولة السعودية الأولى نقطة تحول نتج عنه ولادة تاريخ كُتب بماء الذهب ولا يزال، وها نحن في هذا العصر الحالي وما نعيشه من مظاهر نهضة وتقدم نلامسها اليوم لها ارتباط وثيق بالأسس التي نعتز بها.
وبيّن سعد العتيبي أن إحياء ذكرى يوم التأسيس لا سيما وقد بلغ ثلاثة قرون على تاريخه؛ له من الأهمية والأثر ما ينعكس على الجيل الحالي بشكل إيجابي يساعد على التنمية ويوسع المدارك والمعرفة فيما يتعلق بالهوية والتاريخ الذي كان عليه أجدادهم، فهو يبين لهم كل معالم تاريخهم من سيرة وأمجاد وإنجازات على الصعيد العام، وكذلك حتى على الصعيد الخاص الداخلي المجتمعي من خُلق وزيّ ومعالم أثرية تراثية.
وأوضح "العتيبي" في تصريحه أهمية الارتباط الملموس بين الافتخار والاعتزاز بالماضي وتأسيسه، وبين الرؤية الحالية والمستقبلية للمملكة؛ حيث قال: إن أكثر ما يؤكد هذا هو المشاريع الحديثة؛ ومنها ما يركز على جوانب تاريخية متنوعة المجال والهدف، وركيزتها الأساسية هي الشموخ بالماضي والتراث كمشروع تطوير الدرعية وجدة التاريخية وكذلك مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية.
وأشار سعد العتيبي إلى أن مؤشرات الأداء التي يُعمل بها الآن في المملكة والتي تهتم بقياس مدى جودة الخدمات في كل الأجهزة والتي تحقق من خلالها المملكة العربية السعودية ارتفاعاً لمؤشراتها في الكثير من القطاعات والخدمات والتي من ضمنها ما يرتبط بالثقافة والتاريخ؛ هو مؤشر واضح للأساس الأول التي أُسّست عليه هذه البلاد، فكان من أولى الاهتمامات عند تأسيس الدولة السعودية الأولى هو تأمين الاستقرار وكذلك العملية التنظيمية.
وختم عضو مجلس الشورى سعد العتيبي حديثه بالإشارة إلى أن الاعتزاز بالجذور الراسخة وتشكيل الارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم يكون بإحياء مثل هذا الإرث الذي يفتخر به كل مواطن ينتمي لهذا الوطن، وكذلك معرفة مدى صمود الدولة أمام الأعداء والدفاع عنها، والسعي منذ ذلك الحين وحتى اليوم في تحقيق أقصى سبل الاستقرار والراحة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وتأسيس الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله -رحمهما الله- وصولاً إلى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وها نحن اليوم نعيش في ظل قيادة حكيمة يقودها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- مما يعزز في روح كل شخص مشاعر الوطنية والاعتزاز بهذا البلد، ويفتخر بهذا اليوم متباهياً بتاريخه العظيم.