وفق ما صرّح به المتحدث الأمني لوزارة الداخلية؛ فقد تَعَرّضت نقطة حراسة خارجية تابعة للحرس الملكي الموجودة أمام البوابة الغربية لقصر السلام بمدينة جدة، فجر يوم السبت الموافق 17/ 1/ 1439هـ لإطلاق نار من مسلح سعودي الجنسية.
ومن نافلة الحديث هنا إدانةُ هذا الفعل أو شجبه أو استنكاره.
فهذه الكلمات أقل ما يمكن أن يقدم عزاء للشهداء الذي قضوا نحبهم برصاصات الغدر ونيران الفتنة.
وهي كذلك كلمات قليلة كعزاء للوطن في أحد أبنائه الذين تربوا على ترابه، ثم يكون منهم هذا العقوق لخير وطن!
إن هذه المحاولة المجرمة لا تعدو في ظاهرها أن تكون كسابقتها من الأعمال العدوانية التي تحاول ضرب استقرار البلاد، وإحداث الفتنة فيه، وهي محاولات ممتدة من سنوات عدة، وكلها فشلت فشلاً ذريعاً في نيْل مقصودها الخبيث ولله الحمد.
لكن الجديد في هذه المحاولة الإجرامية الآثمة أنها تحاول النيْل من رمز الدولة، ممثلاً في قصر السلام الذي يُعَدّ أحد أهم القصور التي تدار منها البلاد، وهي تعد انكشافاً فاضحاً لهذه الفئة الضالة التي تضمر السوء والشر لهذه البلد وأهله.
لقد ظهر جلياً واضحاً أن الهدف ليس مجرد زعزعة للأمن، ولا مجرد إرباك مؤسسات الدولة؛ بل المقصود الدولة ذاتها؛ حتى وإن كان ذلك ممثلاً في مؤسسة رمزية كقصر السلام.
وعلى مَرّ التاريخ لا يوجد مَن يريد أن يدمر وطنه بيده؛ إلا متآمر يسعى لتنفيذ أجندات خارجية خبيثة يضيرها وجود سعودية تنعم بالأمن والاستقرار؛ في ظل بيئة إقليمية ودولية تموج بالفتن والهزات الأمنية والسياسية والمالية.
إن هؤلاء الصبية مجرد أدوات صغيرة، وعرائس من عهن منفوش يمسك بخيوطهم المتحركة متآمر من وراء الستار، باتت أهدافه ونواياه مكشوفة بوضوح للغادي والرائح، كأننا نشير إليه بالبنان!
وما يدرى هؤلاء أن مثل هذه الأعمال العبثية تذهب أدراج الرياح، وسترتد في نحر المتآمرين ومَن يحاولون العبث بأمن هذا البلد واستقراره.. قال تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.