قال البروفيسور مشعل بن سليمان العدواني، أستاذ الدراسات العليا في قسم الإدارة والتخطيط التربوي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إن الجامعات السعودية تمر في الوقت الحاضر بتحولات كبيرة، بسبب العديد من التغيرات والتطورات الخارجية المتعلقة بالتطور التقني والمعرفي الذي يشهده العالم بشكل عام وسوق العمل ومتطلباته المتجدد والمتغير بشكل خاص.
وأضاف خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الأول لبحوث ودراسات ومؤشرات سوق العمل الذي نظمه صندوق الموارد البشرية "هدف" بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة، أن الجامعات تسعى لمواكبة كل هذه التغيرات سعياً لتأهيل الخريجين المؤهلين والقادرين على العمل بكفاءة عالية، إضافة إلى زيادة قدرتها على المحافظة على مكانتها وتميزها محلياً وعالمياً، من خلال تطبيق أساليب التعلم الحديثة، وتقديم البرامج التدريبية للطلبة التي تحقق ذلك.
وأكد "العدواني" خلال دراسته بعنوان "تصور مقترح لتطوير أداء الجامعات السعودية لمواءمة مخرجاتها مع احتياجات سوق العمل في ضوء مهارات المستقبل"، أن هناك حاجة كبيرة لمواءمة مخرجات الجامعات السعودية لاحتياجات سوق العمل في ضوء إكساب الطلبة مهارات المستقبل؛ منها تطلعات رؤية المملكة 2030 التي أكدت على التحول نحو اقتصاد المعرفة، والاستثمار برأس المال الفكري والبشري من خلال إعداد خريجين قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل.
وتوصلت الدراسة التي قام مسحت ميدانيا وجهات نظر ثلاث فئات، هم الطلاب الخريجون وأعضاء هيئة التدريس ورجال الأعمال في اللجان الوطنية بمجلس الغرف التجارية في سوق العمل؛ إلى أن واقع أداء الجامعات السعودية في مواءمة مخرجاتها احتياجات سوق العمل من وجهة نظر الخريجين جاءت بدرجة "متوسطة".
وبيّنت أن ذلك يؤكد وجود حاجة وضرورة ملحّة لتوفير عدد من المتطلبات لتطوير أداء الجامعات السعودية لمواءمة مخرجاتها سوق العمل في ضوء مهارات المستقبل والتي جاءت من وجهة نظر رجال الأعمال في شركات القطاع الخاص بدرجة عالية.
واختتم البرفيسور مشعل العدواني مؤكدًا وجود عدد من التحديات التي تواجه الجامعات لمواءمة مخرجاتها احتياجات سوق العمل من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس منها ضعف تدريب الطلبة وتأهيلهم قبل التحاقهم بسوق العمل، وضعف التنسيق بين الجامعات والقطاع الخاص لتحديد مهارات الخريجين المطلوبة لسوق العمل.