اختتمت فعاليات مؤتمر الحِجر الثاني للحائزين على جائزة نوبل وأصدقائهم الذي نظمته الهيئة الملكية لمحافظة العلا لمدة ثلاثة أيام، حيث استقطب المؤتمر نخبة من الفائزين بجوائز نوبل، وبوليتزر ولوريال اليونسكو للمرأة في مجال العلوم، وجائزة الملك فيصل العالمية وجائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، إضافة إلى نخبة من الشخصيات البارزة إلى محافظة العلا لمناقشة التحديات الرئيسة التي تواجهها البشرية، تحت عنوان "فرصة لاتخاذ قرارات حاسمة في أوقات مصيريّة".
حضرت هذا المؤتمر نخبة من المفكّرين والمثقفين من أبرزهم: الناشطة الغواتيمالية ريجوبيرتا مينشو- توم (حائرة على جائزة نوبل للسلام في عام 1992)، والرئيس البولندي السابق ليخ فاونسا (حائز على جائزة نوبل للسلام في عام 1983)، والصحفيين مايكل موس (حائز على جائزة بوليتزر للتقارير الصحفية التوضيحية في عام 2010) وجيف جوتليب (حائز على جائزة بوليتزر للخدمة العامة في عام 2011)، والبروفيسور عمر م. ياغي، رئيس قسم الكيمياء (جيمس ونيلتي تريتر) في جامعة كاليفورنيا بيركلي (حائز على جائزة الملك فيصل)، ودومينيك لانجيفين، رئيسة قسم البحوث في المركز الوطني للبحث العلمي، وهي أكبر وكالة للعلوم الأساسية في أوروبا (حائزة على جائزة اليونسكو للمرأة في مجال العلوم).
وفي بداية المؤتمر، أشار المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، عضو مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا خلال كلمته الافتتاحية إلى أهمية المؤتمر العالمية.
وقال "السلطان": مؤتمر الحِجر الأول للحائزين على جائزة نوبل وأصدقائهم انعكاسًا لإرث العلا في تبادل المعرفة والحوار وهو بمثابة محاولة هامة لتحليل أهم القضايا التي تواجه البشرية اليوم وإصدار توصيات قابلة للتنفيذ.
وخلال هذا المؤتمر الذي نظمته الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع شركة "ريتشارد أتياس وشركاه"، ناقش المشاركون مجموعة من المواضيع بما في ذلك الاضمحلال الثقافي وفرص إطالة الأعمار والتكلفة المرتبطة بها وسدّ الفجوة في التعليم وتوفير خدمات الرعاية الصحية للجميع.
وعقب انتهاء المناقشات؛ سيعلن المشاركون عن التوصيات التي توصلوا إليها خلال المؤتمر في الأيام المقبلة، بهدف تحفيز صنّاع القرار في مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم قادة الدول ورؤساء المنظمات الدولية والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والمواطنين، لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة البشرية وتطورها في القرن الحادي والعشرين.
وفي ختام المؤتمر، ألقى الأمير تركي الفيصل آل سعود، رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الكلمة الختامية، قال فيها: لقد أتيتم من منازل رفيعة في حياتكم وأنتم أحق إجلالاً من أقرانكم، هنا في العلا، حيث نحت القدماء معارفهم على وسيلة الكتابة المتاحة آن إذ وهي الصخور، وتبادلتم المعارف أنتم وناقشتموها على الوسيلة المتاحة لكم اليوم "الإنترنت"، وستنتشر في بقية العالم لخير البشرية.
وتكريماً لإنجازات شباب وفتيات الوطن؛ استضافت الهيئة الملكية لمحافظة العلا طلبة برنامج "موهبة" الذين حققوا جوائز في مسابقة آيسف 2022، إضافة إلى حوالي عدد من الطلاب المنتسبين في جامعة طيبة لحضور جلسات النقاش، حيث شاركوا في العديد من الجلسات النقاشية خلال المؤتمر، لا سيما في جلسة اليوم الأخير التي تمركزت حول موضوع الشباب كبناة للمستقبل.
جديرٌ بالذكر أن النسخة الأولى من مؤتمر الحِجر الأول للحائزين على جائزة نوبل وأصدقائهم عُقدت في أوائل عام 2020، وشارك فيها 18 شخصية من الحائزين على جوائز نوبل للسلام والاقتصاد والأدب والفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء والطب، إلى جانب نخبة من قادة الفكر والمجتمع والسياسة من 32 دولة حول العالم، لمناقشة وتقديم الحلول والأطروحات لمواجهة التحديات التي تؤثر على الإنسانية والعالم.