شُيّد جسر العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ووضعت لبنته الأولى باللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الباخرة الأمريكية "كونسي" في 14 فبراير عام 1945م.
وجاء وصول الرئيس دونالد جي ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، صباح اليوم، إلى الرياض، في زيارة تاريخية رسمية للمملكة امتدادًا لجسر العلاقات السعودية الأمريكية، حيث سيعقد خلالها لقاء قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كما يشارك في أعمال القمة الخليجية الأمريكية، وأعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية.
وتعود اللقاءات بين قيادات المملكة والولايات المتحدة إلى عام 1943م حينما لم يتمكن الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود من زيارة الولايات المتحدة؛ تلبيةً لدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي "روزفلت"، فأناب عنه الأمير فيصل بن عبدالعزيز وزير الخارجية، والأمير خالد بن عبدالعزيز؛ لبحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وزار "الفيصل" الولايات المتحدة الأمريكية في عهد والده الملك عبدالعزيز، بوصفه ممثلاً عن الملك لحضور تأسيس منظمة الأمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو، والتوقيع على اتفاقية انضمام المملكة إلى المنظمة لتصبح الدولة الـ 45 المنضمة إليها في يونيو من عام 1945م.
وأما أول الملوك السعوديين الذين زاروا الولايات المتحدة هو الملك سعود بن عبدالعزيز عندما زار الولايات المتحدة الأمريكية بعد دعوة تلقاها من الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور 29 يناير عام 1957، بينما كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة عام 1974، واجتمع مع الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز.
وخلال شهر فبراير عام 1962 زار الملك سعود بن عبدالعزيز الولايات المتحدة مرة ثانية، واجتمع مع الرئيس الأمريكي جون كيندي؛ لتعزيز العلاقات بين البلدين.
والتقى الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بالرئيس الأمريكي لندون جونسون، في عام 1966، وبحث معه تأسيس شراكة سعودية أمريكية لعمل مشروعات التنمية في المملكة.
كما التقى "الفيصل" عام 1971 بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في واشنطن، وتم عام 1974 تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية الأمريكية المشتركة.
وشهد العام 1978 تبادل زيارات عالية المستوى بين البلدين؛ إذ زار الملك خالد بن عبدالعزيز الولايات المتحدة الأمريكية في العام نفسه، وفيه زار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر السعودية، واجتمع مع الملك خالد بن عبدالعزيز، وبحثا العلاقات الثنائية.
وزار الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- الولايات المتحدة في عام 1985، والتقى بالرئيس الأمريكي رونالد ريغان في واشنطن، في حين زار الرئيس الأمريكي جورج بوش (الأب) المملكة ثلاث مرات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وكانت الأولى عام 1990، تلتها زيارة ثانية في عام 1991، ثم عام 1992.
وفي عام 1994 زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون المملكة، والتقى بالملك فهد بن عبدالعزيز في قاعدة حفر الباطن، وبحثا العلاقات بين البلدين.
ومن أهم الزيارات التاريخية بين السعودية وأمريكا هي زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للولايات المتحدة في سبتمبر 1998، وفي أبريل عام 2002، وهي مرحلة دفع بالعلاقات السعودية الأمريكية للأفضل .
وشهد عام 2008 زيارتين من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش للمملكة، حيث كانت الأولى في شهر يناير، والثانية في شهر مايو من العام نفسه، التقى خلالها بالملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحثا تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وفي العام ذاته، استقبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في مقر إقامته بمدينة نيويورك الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وفي 15 نوفمبر 2008 شارك الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اجتماع قمة مجموعة العشرين الاقتصادية بواشنطن، وكان في استقباله لدى وصوله مقر الاجتماع الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وقام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة إلى المملكة في شهر يونيو 2009، وتناولت المباحثات التي أجراها مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز أزمة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة وسبل تعزيزها.
وفي 27 يناير 2015 قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما برفقة وفد رفيع المستوى بزيارة إلى المملكة؛ للتعزية في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأجرى خلال الزيارة محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأحداث في المنطقة.
وفي 3 سبتمبر 2015 وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مدينة واشنطن، في زيارة رسمية؛ تلبيةً لدعوة من الرئيس باراك أوباما.
وكانت آخر زيارة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى المملكة في 20 أبريل 2016، والتقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحضر القمة التي عُقدت بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس "أوباما".
وكان قد أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن أمله في أن تؤسّس هذه القمة التاريخية بين الدول العربية والإسلامية وأمريكا التي تحتضنها الرياض، لاستراتيجية جديدة في مواجهة التطرف والإرهاب، ونشر قيم التسامح والتعايش مع تعزيز الأمن.