
لم يكن التقدم في السن عائقًا أمام "العم عويضة الفهيقي" لاستكمال دراسته الجامعية؛ إذ بلغ من العمر 63 عامًا، أمضاها بين الدراسة والعمل. وقد روى "العم عويضة" قصة حياته العلمية والعملية لـ"سبق".
بدأ العم عويضة حياته في دراسة المرحلة الابتدائية في مدينة سكاكا، ثم التحق بالمعهد العلمي، ولما تخرج منه التحق بمعهد الإدارة بالدمام، وتخرج منه بتخصص أحوال مدنية، بعدها توظف بالأحوال المدنية، وفكر الآن بأن يستكمل دراسة المرحلة الثانوية؛ فالتحق بمدرسة الأمير عبدالرحمن السديري بسكاكا، ثم انتقل لمدرسة عبيدة فتخرج منها، مشيرًا إلى أنه التحق بها عن طريق الدراسة الليلية.
وأضاف: بعد ذلك فكرت في الالتحاق بالجامعة لمواصلة الدراسة؛ فحاولت مع أكثر من جامعة، وكان الأمر صعبًا بالنسبة لي لعدم وجود جامعة في منطقة الجوف؛ فكان الخيار أن أدرس في جامعة الملك سعود أو جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وأردف: لكن أبنائي كانوا صغارًا في السن؛ ومن الصعب عليّ تركهم في هذه المرحلة، لكنني فيما بعد وأثناء إنشاء جامعة الجوف التحقت بها، ودرست فيها عبر الانتساب، والدراسة كانت لمدة سنتين قبل التقاعد، ثم استكملت الدراسة فيها بعد التقاعد في قسم الشريعة الإسلامية، حتى تخرجت منها أمس الأول بتقدير جيد جدًّا، وتسلمت شهادة التخرج من يدي أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر -حفظه الله-.
وكشف الفهيقي أن دكتورًا جامعيًّا، يعمل في جامعة الملك سعود، يُدعى عبدالمحسن اللحيد، نصحه باستكمال الماجستير، وشجعه على فعل ذلك، مؤكدًا أنه لن يتردد بعد ذلك في دراسة الدكتوراه.
وذكر أن لديه مزرعة لإنتاج الزيتون، ويعمل ببيع الزيتون ومنتجاته، وحصل على جائزة الأمير فهد بن بدر لأفضل زيت زيتون عام ١٤٣٤هـ، وعمل أيضًا عضوًا في المجلس البلدي لمدة 6 أعوام.
وبيّن أنه من المؤسسين لنادي العروبة؛ إذ كان لاعبًا فيه، ثم الآن عضو شرف بالنادي، وعضو لنادي الفروسية بالجوف لمدة 10 أعوام، ثم مدير للنادي لمدة 4 أعوام، وعضو شرف لميدان الهجن بالجوف، وعضو بالنادي الأدبي، وعضو بالثقافة والفنون، وخدم بالأحوال المدنية وجوازات الجوف لمدة 40 عامًا. مشيرًا إلى أنه أحد أبرز خريجي المعهد العلمي بالجوف عام ١٣٨٦هـ.
وأشار العم عويضة إلى أن مشروع حياته في استكمال الدراسة ما هو إلا لتشجيع الشباب وتحفيزهم على استكمال دراستهم الجامعية، وقال: جامعاتنا تستقطب أساتذة من الخارج، ونحن لدينا شباب أذكياء من أبناء الوطن، وسنشجعهم حتى يستكملوا دراستهم الجامعية إلى أن يحصلوا على الدكتوراه. فأنا بلغت الآن 63 عامًا، ولن يثنيني ذلك عن استكمال الدراسة للحصول على الماجستير، ثم درجة الدكتوراه. ونصيحتي للشباب بأن يستكملوا الدراسات العليا.