"العمري": انتشار علوم التربية والنفس أسهمت في زيادة الوعي في المجتمع

قال إن التقليل من دور مجتمعات الماضي جحود لا تقبله قيمنا الدينية والأخلاقية
"العمري": انتشار علوم التربية والنفس أسهمت في زيادة الوعي في المجتمع
تم النشر في

قال المستشار التربوي إبراهيم العمري، إن انتشار علوم التربية والنفس أسهمت في زيادة الوعي في المجتمع وإن الانبهار بواقع اليوم ومقدراته، والتقليل من دور مجتمعات الماضي وتضحياتها جحود.

وتفصيلاً، أوضح "العمري" أن مجتمع (الحارة) الصغيرة بمزرعتها ومسجدها وسكانها، خرج منها معلمون وأطباء ومهندسون ووزراء وصناع قرار ، وأننا لسنا غارقين في الماضي، والحنين له ليس الوصِيُّ على عقولنا للدفاع عنه ،وعن ذلك الجيل الذي عاش الماضي بكل تفاصيله سراءً وضراء، فمنحونا خلاصة تجاربهم عملاً وفكراً لا يمكن لحياتنا أن تكون خالية منها في سلوكنا وتعاملنا مع هذا الحاضر .

وأردف "العمري" متحدثاً عن "جيل الطيبين" كما يسمى حيث أقدامُهم الحافية التي سعت، وسواعدُهم التي زَرَعَت وحَصَدت وَبَنَت، وعقولهم التي حكت أروعَ الحكم، وصقلت المواقفَ الحياتية المختلفة، لتقدمها للأجيال التالية تجارب ناضجة يبنون عليها ويضيفون لها ويستفيدون منها، وهكذا هي الحياة في مناحيها المختلفة، حالة من التطور والتقدم والبدء من حيث انتهى الآخرون.

وبيّن أن الانبهارَ بواقع اليوم ومقدراته، والتقليل من دور مجتمعات الماضي وتضحياتها، جحود لا تقبله قيمنا الدينية ولا الأخلاقية .إن مجتمع (الحارة) الصغيرة بمزرعتها ومسجدها وسكانها، خرج منها معلمون وأطباء ومهندسون ووزراء وصناع قرار، ولم يكن الحكم على إطلاقه بأنها سجن يمارس فيه الآباء السلطوية مع الأبناء، كما أنه لا يمكن الحكم على إطلاقه بأن الحاضر ولأنه فقط يتنفس العلم، لا سلطوية فيه للآباء على الأبناء.

وأكمل: تلك السلطوية التي حرمت الأبناء من حق إنساني مشروع، كفلته لهم الشريعة و الدولة، والواقع يحكي لنا في كل جيل حتى وقتنا الحاضر قصصاً من الحرمان لتلك الحقوق، واسألوا مراكز البلاغ عن العنف الأسري، وبعض الأخصائيين النفسيين الآن .

وأشار العمري إلى أن انتشار علوم التربية والنفس أسهمت في زيادة الوعي، وهذا شيء لا ينكره عاقل، ولكن ليس إلى الدرجة التي يدفعنا فيها الحماس إلى الدعاء والتأكيد بأن جيل الآباء يجب أن يمحى من الذاكرة الإنسانية ،لأنه سلطوي، ولأنه لم تتح له الفرصة أن يقرأ كتب التربية ،فكانوا يمارسون التربية بفطرتهم، وفق ملاحظاتهم ،وما رأوه مناسباً لأبنائهم وشخصياتهم ومراحلهم العمرية في حدود مجتمعهم، وهنا يحق لي أن أطرح سؤالاً وفي جوفه الجواب، كيف توصل علماءُ التربية والنفس إلى نظرياتهم ومبادئهم التربوية إلا بنفس الطريقة الفطرية التي مارسها الآباء بالملاحظة والتجربة.

واختتم: الفرق الوحيد هو أن أحدهم دوَّنَ وكتب وبحث والآخر لم تتح له الفرصة لكتابة اسمه، ومازلت أؤكد جازماً أن هذه العلوم سهلت وبدرجة كبيرة مع شيء من الاجتهاد تربية أبنائنا.. واختصرت علينا فهم شخصياتهم، وذلك فضل من الله لا ننكره، غير أنني أدعو لشيء من الواقعية والإنصاف والبعد عن جلد الذات المبالغ فيه كما يقول فولتير: (التربية تطور المواهب، لكنها لا تخلقها).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org