الفائز بجائزة الملك فيصل في "الرياضيّات": علينا إيجاد طرق جديدة للتدريس وتحسين المناهج

أعرب الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية في فرع العلوم، في موضوع "الرياضيّات" لعام 2022 البروفيسور نادر المصمودي عن سعادته الكبيرة بفوزه بالجائزة، مثمناً في هذا السياق جهود أسرته ووالديه ومعلميه في المدرسة لتشجيعه على تخصص الرياضيات بعد أن وجدوا فيه الرغبة والشغف في دراستها، منوهاً بدعم مدرسته في دفعه ودعمه الاشتراك في مسابقات أولمبياد العلوم والرياضيات.

وأشار إلى أنه عندما قدم أطروحته في الدراسات العليا في تخصص الرياضيات كان لديه سهولة وفهم ودراية أفضل لهذا المجال.

ولفت البروفيسور نادر المصمودي في تصريح صحفي لـ"سبق" على هامش حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام 2022 الذي أقيم الثلاثاء تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إلى أنه عمل في مسائل تتعلق بحالات الاستقرار في حركة وميكانيكا السوائل وقدم أفكاراً وحلولاً جديدة فيه.

وأشار إلى أنه الآن بصدد إيجاد تطبيقات لها في دراسة حركة المرور والحشود الكبيرة.

وأضاف: عندما تيسّر لي أداء مناسك العمرة بفضل الله مرات عديدة في السنوات الماضية، كنت دائماً أحاول فهم حركة الحشود حول الكعبة وعند رمي الجمرات، فمعادلات المرور والحشود شبيهة جداً بمعادلات السوائل".

وعن دعوته لتشجيع الطلاب والشباب للإسهام في مجالات العلوم والرياضيات أوضح البروفيسور نادر المصمودي أن البحث العلمي ثقافة تختلف من دولة إلى أخرى، وأنا أشجع كثيراً الشباب العربي والإسلامي على الاهتمام والعناية بالبحث، خصوصاً أي شاب يجد في نفسه الرغبة في البحث العلمي في أي مجال كالرياضيات فعلى أسرته أن تقوم بدعمه ومساندته وتشجيعه.

وأعرب عن أسفه بأن من لديه الرغبة والشغف بالبحث العلمي لا يجد الدعم الكافي وقد يتجه أخيراً إلى تخصص آخر كالطب والهندسة ربما لأسباب عائلية وغيرها، فيجب علينا الاهتمام والتركيز بإعادة ثقافة البحث العلمي.

وأفاد البروفيسور المصمودي بأن الرياضيات موجودة الآن في جميع العلوم، فهي أم العلوم، وتساعد الطلاب في دراستهم وتخصصاتهم العلمية والجامعية كالهندسة والفيزياء والكيمياء.

وعن كيفية التغلب على الخوف من دراسة الرياضيات لدى الطلاب، لفت البروفيسور نادر المصمودي إلى أن "هناك خوفاً من الرياضات لدى الناس، وينبغي علينا إيجاد طرق جديدة في التدريس، وتحسين المناهج الدراسية؛ لتوليد الرغبة والحماس والدافعية لدى الطلاب لدراسة الرياضات، وليس بالضرورة تبسيطها أكثر من القدر اللازم والضروري، ولكن إيجاد مناهج وطرق تدريسية أفضل تجعل الطالب يُقبل ويهتم أكثر بدراسة هذه العلوم".

يُذكر أن البروفيسور نادر المصمودي يعمل اليوم أستاذاً متميزاً للرياضيات في جامعة نيويورك بأبوظبي، وهو رئيس مركز الأبحاث التابع له، والذي يعنى بحالات الاستقرار وعدم الاستقرار والاضطراب.

واستطاع البروفيسور المصمودي فكّ لغز العديد من المسائل الفيزيائيّة التي بقيت دون حلّ لقرون، ووجد خللًا في معادلات "أويلر" الرياضيّة التي كانت تصف حركة السوائل تحت أي ظرف كان لأكثر من قرنين، مكتشفًا بأنها لا تعمل تحت كل الظروف، كما كان يُعتقد.

وأسهمت أعماله في حل العديد من المشكلات المرتبطة بنمذجة السوائل مثل تنبؤات الطقس.

يشار إلى أن جائزة الملك فيصل العالمية منذ بدء منحها عام 1979، كرّمت 282 فائزًا من 44 جنسية مختلفة أسهموا في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وقدّموا أبحاثًا متميزة، وتوصّلوا لاكتشافات فريدة وابتكارات استثنائية في مجالات العلوم، والطب، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، وخدمة الإسلام.

أما عن مكوّنات الجائزة، فلكل فائز في كل فرع من أفرعها الخمسة مبلغ قدره 750 ألف ريال سعودي (ما يعادل 200 ألف دولار أمريكي) وميدالية ذهبية عيار 24 قيراطًا ووزنها 200 جرام، بالإضافة إلى براءة مكتوبة بالخط العربي بتوقيع رئيس هيئة الجائزة الأمير خالد الفيصل تحمل اسم الفائز وملخصًا لمبررات فوزه.