"الفوزان": الحوار هو الأسلوب الأمثل للقضاء على التطرف والإقصاء والعنف والكراهية

‫قال: وسيلة سلمية لنشر السلام والتفاهم ونجحنا في إشراك المواطن بصناعة القرار
أمين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عبدالله الفوزان

أمين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عبدالله الفوزان

تم النشر في

وصف الدكتور عبدالله الفوزان أمين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الحوار بأنه الأسلوب الأمثل للقضاء على خطاب التطرف والإقصاء.

وشدد "الفوزان" على أن الحوار الهادف البنّاء هو أحد أهم الأسلحة في القضاء على التطرف والإقصاء والعنف والكراهية؛ لأن الحوار بالأساس وسيلة قائمة على تقبل الرأي الآخر، مبينًا أنه وسيلة سلمية لنشر السلام والتفاهم المشترك داخل المجتمع الواحد ومع المجتمعات الأخرى.

واستشهد "الفوزان" بخطاب الملك المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- الذي أرسى قواعد الحوار في هذا الكيان العظيم من خلال قدرته على جمع كل شرائح المجتمع بكل مكوناته تحت راية واحدة وتوحيد هذا الكيان العظيم، وغرس قيم الولاء والحب لهذا الوطن الغالي.

وتحدث الدكتور "الفوزان" خلال استضافته في الحلقة السادسة من برنامج "تعزيز"، حول آليات تعزيز الشخصية السعودية اجتماعيًا الذي تشرف عليه جامعة تبوك ممثلةً بكرسي الأمير سلطان بن فهد لقضايا الشباب وتنميتهم.

وتطرق لدور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي تأسس عام 2003 في نشر ثقافة الحوار وتعزيز اللحمة الوطنية ومناقشة القضايا الاجتماعية من خلال اللقاءات العشرة التي جمعت النخب والمثقفين والمفكرين والعلماء بجانب الشباب من مختلف المشارب الفكرية والثقافية والمذهبية، حيث بحث الجميع عن نقاط مشتركة؛ لتعزيزها وزياد اللحمة الوطنية، ورفعت توصياتها للجهات العليا.

وأشار "الفوزان" لتجربة المركز في نشر ثقافة الحوار من خلال عمل الدورات، وإشراك المواطن في صناعة القرار من خلال وحدات استطلاع الرأي.

وأفصح عن وجود 51 جهة يتعاون معها المركز حريصة على سماع رأي المواطن في القرارات التي تتخذها من خلال استطلاعات الرأي، وهي مؤسسة مجتمع مدني تعتمد على مواردها الذاتية من خلال هذه الاستطلاعات.

وأبان أن المركز يُجري سنويًا أبحاثًا لقياس المؤشرات حيال التعايش والتسامح والتلاحم في المجتمع السعودي ورفعها للجهات العليا.

ولفت "الفوزان" لوجود إثنينية للحوار في المنطقة الشرقية ونجران، بجانب مشرفي مناطق للعمل على نشر قيم الحوار ومناقشة المجتمع بمكوناته من النخب والمثقفين والشباب والفتيات حتى وصلنا للمقاهي للجلوس مع شريحة الشباب في مختلف مناطق المملكة والسماع لهم ولآرائهم، مشددا على أن المركز يسد ثغرة مهمة في هذا المجال ويعمل وفق إمكانياته.

وأفاد الدكتور "الفوزان" بأن شريحة الشباب تكوّن نحو 67% من المجتمع السعودي وهي ميزة ومسؤولية في نفس الوقت؛ لأنها تحتم علينا استيعابهم وتطويرهم فكريًا وعلميًا من خلال المؤسسات التعليمية والتوسع في فتح الجامعات مع فتح باب الابتعاث، والذي أسهم في بنائهم الفكري والعلمي بشكل سليم.

واستدل بخطوة الدولة -حفظها الله- باستيعاب الشباب من الجنسين وفتح مجالات وظيفية لهم وتشجيع المبادرات وريادة الأعمال، وضرب معاقل الفساد وتأسيس بيئة صحية جاذبة مع الاعتماد على العقليات الشابة السعودية النيرة، مؤكدًا أن المجتمع السعودي بات مُغريًا لكل الأمم في أن يأتوا إلينا ويتعرفوا على فكرنا وثقافتنا.

وشدد "الفوزان" على أننا نملك إرثًا دينيًا وتاريخيًا ومقدسات وأماكن سياحية لم تُستغل في السابق، لكن مع رؤية سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان تم الالتفات لها ودعمها، وأصبحنا مثل كل المجتمعات الأخرى نسافر لهم ويأتون إلينا بفضل إظهار ما نملكه من إرث، ولم نصل لهذه المرحلة إلا بسبب قدرتنا على التعايش والانفتاح على الآخر دون التفريط بديننا وبأخلاقنا وقيمنا.

وأكد أمين مركز الملك عبدالعزيز أن شبابنا الذين ذهبوا لأصقاع العالم للدراسة في كبرى الجامعات العالمية باتوا قوة ناعمة لنا؛ لنشر ثقافتنا وفكرنا وتراثنا وأخلاقنا وقيمنا عالميًا، سواء من خلال مواقفهم الإنسانية المشهودة مثل مشاركاتهم في عمليات الإنقاذ للمصابين والغرقى، بجانب ظهورهم المشرف في المؤتمرات الدولية، ونشرهم الأبحاث العلمية في كبرى المجلات العالمية.

وأضاف في حديثه لطلاب وطالبات جامعة تبوك: "الظهور المشرف للسعوديين في الخارج كان دعاية إيجابية ليأتي الآخر لبلادنا ويتعرف عليها، وساعده في ذلك التشريعات والأنظمة التي سُنّت لتسهيل قدوم السياح، دون إغفال فتح أبواب الاستثمار لضخ أموال جديدة في السوق والمساهمة في نمو الاقتصاد بشكل أكبر وهو نتاج الأرضية الإيجابية من المجتمع والتشريعات المساعدة التي ستعزز حضورنا عالميًا.

وحول سؤال لطلاب جامعة تبوك عن تأثير التعددية على المجتمع السعودي مستقبلًا أوضح "الفوزان" أن مرجعنا هو القرآن الكريم الذي دعا للتعارف والحوار بغضّ النظر عن اللون والجنس واللغة، وهذه سنة الله حيث قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم}، ومن هذا المنطلق الديني مع وجود شباب وفتيات مسلحين علميًا وفكريًا وأنظمة وتشريعات مساعدة، فإننا نجحنا في عملية التعايش مع الآخر وقبول التعددية دون الانصهار والحفاظ على هويتنا وثقافتنا، بل صرنا نؤثر في الآخر من خلال ما نحمل من قيم وأخلاقيات أصيلة وتعامل إيجابي مع جمال بلادنا وثرائها السياحي.

ووجّه "الفوزان" في نهاية حديثه رسالة للمؤسسات التربوية بداية من الأسرة ونهاية بالمدرسة والجامعة على قيمة غرس مفاهيم الحوار والتعايش والتسامح ونبذ خطاب التطرف والتمييز؛ حتى نكون عنصرًا فعالًا في رفعة وطننا ونماء العالم، ونكون خير سفراء لنشر قيم التسامح والتعايش، والذي يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والرخاء والنماء لنكون نموذج يحتذى للمواطن السعودي عالميًا.

وقدّم في نهاية حديثه شكره وعرفانه لإدارة جامعة تبوك والقائمين على كرسي الأمير فهد بن سلطان لقضايا الشباب على هذه المبادرة الإيجابية التي تأتي من ضمن المبادرات الإيجابية لتطوير هوية للشاب السعودي وجعله أنموذج يحتذى فكرًا وعلمًا وخلقًا وإنتاجيةً وإبداعًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org